الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2015-05-01
الجبل الأخضر

الجبل الأخضر

يقع في سلطنة عمان في محافظة الداخلية بولاية نزوى، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، يعتبر أعلى الجبال في شبه جزيرة العرب وأكبرها حيث يبلغ ارتفاعه 10000 عشرة آلاف قدم، ولا يتميز الجبل بارتفاعه فحسب، وإنما بتلك الطبيعة الساحرة والمناخ الممتاز، حيث لا ترتفع الحرارة في أغسطس عن 25 درجة، وأما في الشتاء فتحت الصفر حيث إن متوسط ارتفاعه نحو 1500 متر، ترتفع قمته إلى نحو ثلاثة آلاف متر، وتكثر في الهضبة الأودية السحيقة ذات الجوانب شديدة الانحدار، ويتجه بعض هذه الأودية إلى بحر عمان وبحر العرب.


يشتهر الجبل الأخضر بهضبته الواسعة التي تقع على ارتفاع سبعة آلاف قدم وقد بني عليها العديد من المساكن ويعيش فيها أهالي الجبل منذ فترات طويلة كما تم تشييد العديد من الخدمات ومن بينها الفنادق السياحية لخدمة السياح والزوار. إذن الارتفاع وحده ليس ما يميز الجبل الأخضر عن غيره من المناطق، بل مناخه البارد صيفاً وشتاءه وأمطاره المستمرة طوال فترات العام، وطبيعته الساحرة التي ينفرد بها. وتوجد بأعلى الجبل عدة قرى متناثرة في سفوحه، أهمها قرية سيق والشريجة ووادي بني حبيب والعين والعقر والمناخر وسلوت وحيل اليمن.


ويشتهر أيضا بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والزهور والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والورود، التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي عدا الجبل الأخضر؛ نتيجة للطقس المتميز ويبلغ ارتفاعه 3000 متر. أضاف هذا الارتفاع مناخا فريدا من نوعه في الخليج العربي، يتميز باعتدال درجات الحرارة صيفا، وبالبرودة الشديدة شتاءً، ومع هذه الميزة تجود زراعة الأشجار متساقطة الأوراق والتي يطلق عليها أشجار الحلويات، حيث تتميز أشجار الفاكهة المتساقطة بتنوع وتعدد أصنافها، ويأتي على رأس هذه الأنواع رمان الجبل الأخضر والذي ذاعت شهرته على مستوى دول الخليج العربي، وتوجد أيضا أشجار ذات النواة الحجرية المحلية مثل: الخوخ، والمشمش، وأشجار الجوز الشهيرة وبعض أصناف العنب والتين المحلية. إضافة إلى أشجاره الجميلة، ومدرجاته المنتظمة على سفوحه مما جعل منها منظراً فريداً ورائع ،ً برز الطقس المعتدل اللطيف يميل إلى البرودة طوال السنة، وتنخفض فيه درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى أقل من 5 درجات مئوية تحت الصفر. ولذا يكون استخدام نظام التدفئة وارتداء الملابس الواقية من البرد أمراً ضرورياً، ويبلغ متوسط الأمطار 3.3 ملم في السنة، بينما تبلغ متوسط درجة الرطوبة في الصيف 25 درجة مئوية. وتعيش في مناطق الجبل الأخضر أنواع عديدة من الحيوانات والطيور النادرة، منها: الوعل الجبلي والغزلان والذئاب والفهود التي تعيش في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها، كما يفخر الرعاة بأغنامهم الجبلية ذات الحجم الكبير التي يقومون برعيها في مختلف أنحاء المنطقة. وتعتبر الزراعة والرعي والنسيج هي الحرف المتوارثة لأهالي الجبل الأخضر، ويأتي في مقدمتها إنتاج ماء الورد باستخدام طرق تقليدية تم توارثها عبر الأجيال، ويتم استخلاص ماء الورد في فصل الربيع، حيث يتميز برائحته الزكية الفواحة التي يتنسّم عبقها الإنسان من بعد. وأهم ما يميز الجبل هو طبيعته الخلابة وبيئته المصانة، فهو يعتبر المنطقة الوحيدة التي تنمو فيها شجرة العلعلان القديمة بشكل واسع، لذلك فإن القيام برحلة والتمتع بالجلوس تحت هذه الأشجار الضخمة ذات الرائحة الزكية في أحد أيام الصيف، سَتُحلّق بالإنسان في أجواء الخيال والمتعة والإبداع.


كان الجبل في الماضي أكثر اخضراراً من هذه الأيام، ولكنه في كل الأوقات يظل يمثل عالما مستقلا عما يحيط به من مناطق، فهو رائع في علوه الشاهق من غير صلف أو شظف، ورائع رحب باستضافته لساكنيه على هضابه ورباه، ورائع في ثغوره ووديانه وحسن عطاياه. وادي بني حبيب هو إحدى المناطق الأخاذة في الجبل، ويمثل أحد روائعه، والحارة القديمة الموجودة على ضفته الغربية والمشيدة منزلها الجميلة تلك من الحصي والطين تدل دلالة حتمية على كرم هذا الوادي على بني البشر، فسمح لهم أن يعمروا المكان ويستعمروه عن طيب خاطر على مدى ذلك الدهر ومر الزمان، وعلى صفحة الجبل المطلة على الوادي أسسوا حضارة تشهد على قوة العزم وفن المعمار، ذلك رغم صعوبة الموقع وصعوبة التنقل وشح المكان. وادي بني حبيب أصبح محج لكل زائر للجبل الأخضر رغم ضيق المكان.


لعدة قرون، سرد الرحالة الأوروبيين حكايات عن الجبل الأخضر في أعماق سلطنة عُمان، والحدائق المورقة المثمرة بالعنب والرمان، والتي تحيط بها تضاريس الصحراء القاحلة.


يقول الرحالة وائل الدغفق: «كم كنت ومنذ زمن أبتغيها، لكن حصون السلطان منعتنا منها إنها أرض عرفت باسمها اسم عمان (جبل عمان)، منذ أن قرأت عنها في كتب الرحّآلة الغربيين وهم يتحدثون عن منعة تلك المنطقة وحرمة الدخول إليها، ومنهم الرحّآلة الأخير للمنطقة (ولفيرد ثيسجر- مبارك بن لندن)، وقد حذر من الاقتراب حيث إن الغربيين الكفار ممنوعين من تدنيس أرض الجبل - جبل عمان -. منذ تلك القراءات ونفسي تتوق لزيارة لها، وقد فعلت مرارا على مدى الخمس عشر سنة الماضية، ولكن اصطدم بالإذن من والي نزوى والذي يحتم على الزائر أن يستخرجه. »


وخلال فترة الخمسينيات أغلقت السلطات العمانية الطريق إلى الجبل الأخضر في خضم الصراع الداخلي والتمرد القبلي، وبقي الجبل الأخضر منطقة عسكرية تخضع لرقابة مشددة على مدى عقود بعد انتهاء النزاع، وفي ديسمبر من عام 2005 م تم فتح الجبل للعموم بتوجيهات من قبل جلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه، وتم تجهيز الجبل وتطوير الطرق إليه، بحيث يكون وجهة سياحية للمنطقة بعد أن ظل قرونا مغلقا، وفي وقتنا الحالي، ولا تزال المساعي الحثيثة في جعل الجبل الأخضر نقطة محورية للسياحة في المناطق الداخلية في الب اد، وتحقيقاً لهذا الغرض، بدأت مشاريع بناء عدد من منتجعات العلامات التجارية في هذا الموقع.


يتواجد فندق أليلا الجبل الأخضر الفخم، الذي يتضمن 86 غرفة، وهو يعتبر جزءا من مجموعة أليلا الأوسع، والتي تعمل في جميع أنحاء الهند ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، إذ يسعى لتلبية رؤية الحكومة في الحفاظ على تراث المنطقة، حيث طبق في بنائه نظام البيت العماني التقليدي بما يحتويه من سلع، وكذلك فندق «ذا السحاب » وفنادق أخرى تستقبل الزائرين الذين تزداد أعدادهم عاما بعد عام.