الرئيسية

التراث

فنون شعبية

فنون شعبية

التاريخ: 2015-05-01
فن الرزحة

فن الرزحة

يعد هذا الفن من أعرق الفنون التقليدية المتواجدة في سلطنة عمان، اكتسب شهرة واسعة على نطاق السلطنة كافة، وهو فن رجالي، إذ يشارك فيه عدد كبير من الرجال الذين يصطفّون في شكل متساوٍ، يتقدمهم متبارزون بالسيوف والتروس، وكلمات هذا الفن عبارة عن مطارحة شعرية، تختلف مواضيعها بين المفاخرة والشجاعة والمدح والهجاء، وهي كلمات حماسية. يستخدم الطبل المتوارث أيضا غالبا عن الأجداد في القبيلة، ويقوم الطبّالون بقرع الطبول بطريقة موسيقية تتناغم مع الشعر الملقى، ويعود سبب تسمية الرزحة بهذا الاسم، إلى الرجال المتبارزين الذين يرزحون تحت ثقل السيوف التي يحملونها أثناء المبارزة، ويقفزون بها عاليا بقدر ما يستطيعون، ثم يهبطون بعدها واقفين على أقدامهم.


يقام هذا الفن الشعبي غالبا في الأعياد، والاحتفالات الدينية، والمناسبات الوطنية، والأعراس، والحف ات المختلفة، كما أنه يقام عند استقبال أحد الكبار؛ للتعريف بهذا الفن الشعبي.


ينتشر فن الرزحة على كافة الأراضي العمانية، وهو معروف بكافة محافظات وولايات السلطنة ولا ينحصر بمنطقة دون سواها، يتقارب هذا الفن كثيرا مع فن الهبوت، ولا يمكن للمتفرج العادي أن يميز بين الرزحة والهبوت، إلا إن كان على دراية واسعة بكلا الفنين. يهدف هذا الفن إلى مشاركة الناس أفراحهم وأحاسيسهم، ويبعث روح الحماسة بين المتفرجين والمصغين للشعر الملقى من كبار الشعراء، أو من هواة متمرسين في هذا المجال. تختلف حركات الجسد في فن الرزحة تبعا للموسيقى وحركة الإيقاع السريع، وكذلك البحر الشعري الملقى، الذي يكون منه ش ات الرزحة والموضوع الذي يتناوله الشاعر عندما يرتجل شعر الشلة.

 

يختلف فن الرزحة بأنواعه ويطلق عليه تسميات عديدة:
هناك النوع الأول المسمى بالهمبل: وهو عبارة عن مسيرة غنائية يتنقل بها الرجال ذاهبين إلى مكان انعقاد الرزحة أو منصرفين منها، ويتخلل المسيرة إيقاع يتلاءم مع هدف المسيرة، وهناك يتقدم الرجال حاملين السيوف والتروس أو البنادق ويتصدّرهم طبالان، واحد منهم يضرب الطبل الكاسر والآخر الرحماني، ويشترك وجود شخص ينفخ البرغام داعيا القبيلة إلى الانضمام للهمبل. ويصطف المشاركون في الهمبل صفوفا متراصين حاملين بنادقهم وسيوفهم يلوحون بها في الهواء وهي تدل على الشجاعة والإقدام. يردد المشاركون غناء الشعر على وزن البحر البسيط، ويكون مضمونه عبارة عن الس ام والتحية أو المدح والشجاعة. النوع الثاني يسمى بالقصافي: وهو فن يرزح بإيقاع سريح مضمون شعره ينم عن الشجاعة والإقدام والمدح.


أما النوع الثالث وهو رزحة الكبير: ويسمى في عمان باللال العود، يتشارك فيها الكبار حاملين سيوفهم وفيهم كبار الشعراء يتطارحون الشعر في الفخر والمديح وإلقاء الأحاجي والألغاز، يتميز إيقاعه بالوقار، ويصيح طبل الزرحة ليجتمع الرجال حيث يلقن الشاعر الصفين المتقابلين أبيات الشعر مبتدئا بتنغيم كلمة )لال(.