الهجن

التاريخ: 2015-05-01
أمراض الإبل

أمراض الإبل

إن طبيعة حياة الإبل القاسية في الظروف الصحراوية الجافة تتطلب جهاز مناعة قوي؛ لذا حباها الله سبحانه وتعالى بجهاز مناعة متوافق مع هذه الظروف. إلا أنه على الرغم من قدرة هذا الجهاز على مقاومة الأمراض، فإن الإبل تصاب ببعض الأمراض نتيجة للجراثيم والفيروسات والفطريات التي تصاب بها عن طريق أعلافها أو المياه أو الهواء أو العدوى عن طريق الاحتكاك في القطيع، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الأمراض قد تنتقل للإنسان عن طريق اللحوم أو شرب الحليب، ومن خلال تعامل أبناء الصحراء الطويل مع هذا المخلوق منذ آلاف السنين أصبح لديهم معرفة كافية بهذه الأمراض وطرق علاجها، من خلال ما توفره الطبيعة من نباتات أو معطيات طبيعية، ومن الأمراض المعروفة في البادية:

أولاً: أمراض الجهاز الهضمي

الثوى: وهو الضعف والهزال الذي لا يمكنها من الحركة، ولتفاديه يحرص أبناء البادية على رعي الأبل في المراعي الخصبة.

السلاق ( الهرار أو الإسهال ): وينتج عن رعي بعض المراعي التي يكثر بها الحمض، حيث إن كثرته تسبب السلاق .

الديدان: وهي تنتقل بواسطة الأعشاب والأغذية الملوثة ببيض الطفيليات، وتعالج بواسطة مواد كيماوية طاردة للدود.

ثانياً: الأمراض الجلدية والظاهرية:

النويرة: وهو عبارة عن قروح وأورام صلبة، وسببه نقصان الملح في غذاء الإبل.

فقر الدم: وهو قد يسبب للإبل النفوق، وأهم أسبابه القراد والحلم، وهما حشرات وطفيليات تعض الجمل في مناطق رقيقة؛ ليسهل عليها امتصاص دمه، وتكثر في آباطها وضروعها وآذانها.

الهيام: ويسبب الهزال وفقدان الشهية، ويسببه تكاثر الذباب والبعوض.

النزر: وهو التهاب يصيب الضرع، لذا يتوجب غسل اليدين جيدا قبل حلب الناقة.

أبو ضربان: ورم على شكل دمل، ينبت تلقائياً في مواقع مختلفة بين الزور والمنكب بأعلى العضد، وليس له علاج، كما أن العرب لا تذبح البعير المصاب بهذا المرض، وهو معدٍ ويصيب صغار الإبل، وينتقل من حوار إلى حوار، ومن أعراضه ظلع الحوار من قائمته ثم يضعف ويموت.

الجرب: ويسمى أيضاً الخوق، وهو مرض جلدي ومعدٍ سريع الانتقال، ويظهر عادة خ ال فصل الربيع ويقل في الشتاء، وقد يصاب به الإنسان أيض ،ً ونتيجة للإصابة به يزداد جلد البعير سماكة ويتقشر ويتحبب ويسقط وبره، ويصاحب ذلك هزال البعير وتشقق جلده وجفاف الإفرازات الجلدية، كما يتعفن جلد القوائم الخلفية والأفخاذ وما حول العرقوب، لذا يجب عزل الناقة المصابة به فوراً، ومكافحة المرض علمياً تتم بالنظافة العامة وعزل الحيوانات المريضة والرش بالمبيدات الحشرية الخاصة، وتسبب الجرب قرادات صغيرة يصعب مشاهدتها بالعين المجردة تسمى بالحلم، حيث يتكاثر الحلم في الجلد وتبيض أنثى الحلم في أنفاق تحفرها في جلد البعير، وعندما يفقس البيض يبدأ الحلم الصغير في عمل أنفاق جديدة بالجلد مما ينتج عنه حدوث الالتهاب والهرش المؤلم المستمر للبعير. كانت العرب منذ القدم تطلي الإبل المصابة بالقار )القطران(، كما تستعمل البادية الذرنوح بعد خلطه وسحقه مع القطران مع لبس قفاز لأن الذرنوح سام؛ لطلي الناقة الجرباء فتشفى بإذن الله، والذرنوح حشرة سوداء تشبه الخنفساء إلا أنها تطير وهي مخططة بلون أصفر في أجنحتها. والقار )القطران( يصنع من حرق الأشجار.

الجدري: وهو مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتقل للإنسان، ويظهر على الإبل التي يترواح عمرها بين ست أشهر إلى ثلاث سنوات على هيئة بقع جلدية حمراء اللون، خصوص على السطح الداخلي للمشفر، وحول العينين وفي الأفخاذ، مع تورم المشفرين، والعقد اللمفاوية تحت الحنك، وتحدث الإصابة بهذا المرض عن طريق الملامسة أو بطرق غير مباشرة، وتكتسب الإبل مناعة ضده بعد شفائها، ولعلاجه تعزل الإبل المصابة وتستخدم بعض المضادات الحيوية دهانات لمسح البثور مع تغذية الإبل تغذية جيدة، وفي الوقت الحاضر يمكن تحصين الإبل )تطعيمها( ضد هذا المرض قبل انتشاره.

ثالثاً: أمراض الجهاز التناسلي ابترام الرحم: وهو مرض يمنع اللقاح في الإبل نتيجة التواء في العصب في الرحم، ويعالج بإدخال اليد داخل الرحم، فقد يعالج المعالج أعصاباً ملتوية ويجد بعض حِلَق الرحم واسعة والأخرى ضيقة فيفضها بيديه ويضع ملحاً كدواء، ويسمى هذا الع اج التعديل، أما الملاح فهو معالجة حياء الناقة إذا اشتكت، بخرقة تطلى بالدواء ثم تعلق على الحياء.

الإبحار: النزيف ويسمى السفاح، وتعالجه البادية بكيتين (مطارق) عن يمين ويسار عكرة الذنب (الخويرمات) وهناك من يعالجه بكية على شكل رقم سبعة تحت الحياء.

الإرحام: وهو خروج رحم الناقة عند الولادة، ويقال له الترحيم أيض ،ً وعندئذٍ تقول العرب إن الناقة أرحمت، وقد يتلوث الرحم بالتراب عند خروجه، فيؤتى بصحن كبير نظيف ويوضع تحت حياء الناقة ويغسل الرحم الخارج جيداً بالماء الدافئ والصابون، ثم يدهن بالسمن النظيف ويعاد إلى موضعه، ثم يخاط حياء الناقة من فوق ومن أسفل وتترك فتحة صغيرة للبول، لكي لا يخرج الرحم مرة أخرى. ويستمر ذلك لمدة أربعة أيام وبعد ذلك يصبح الرحم طبيعياً فتفك الخيوط.

الإكسار: وهو عدم حدوث التلقيح بعد ظهور علامات الحمل في الأنثى كرفع الذنب، والإكسار أو التفيخ قد لا يكون عن مرض، فتلقح الناقة إذا ضربها الفحل مرة أخرى، ولكن إذا تكرر ذلك فإن الخبير يدس يده في رحم الناقة، وقد يجد بقايا جنين بدأ في التخلق ثم مات ولصق بالرحم يكون هو السبب في عدم لقاحها مرة أخرى. وتسمى الناقة في هذه الحالة معِس ويسمى بقايا الجنين عِس .

عسر الولادة: يحدث أحيان أن تتعسر ولادة الناقة لاصطدام رأس الحوار بعظام الحوض، أو لانعكاس وضع الحوار في الرحم بحيث يكون رأسه في المؤخرة. لذلك يدخل الخبير يده محتاطاً قدر الإمكان كي لا يضر بالرحم، ويعدل وضع الحوار أو يساعده على الخروج سليماً، وأحياناً تنفق بعض الإبل خصوصاً السمينة منها نتيجة عسر الولادة. وفي بعض الحالات يموت الحوار في رحم أمه قبل الولادة مما يعرضها لخطر الموت ومهمة المعالج هنا صعبة وتحتاج لمهارة فائقة، حيث يدخل يده إلى رحم الناقة وفي يده شفرة حادة ويقوم بتقطيع الجنين الميت إلى أجزاء صغيرة ثم يخرجه قطعة قطعة، محاذراً أن يصيب جدار الرحم بجروح . 

العقر: كالعقم عند البشر، وقد يكون من أسبابه الشحم، فالناقة إذا كبر سنامها لا يستطيع أن يضربها الفحل لذلك يقال (عاقر من الشحم).

النزيف: فقد تنزف بعض الحيوانات بعد الولادة فيستعمل نبات المرخ الأخضر بعد دقه ونقعه في الماء ليلة كاملة، ثم تسقى به الماشية في الصباح طوعاً أو كره ثم تكوى على جنبيها بمطرق واحد مع كل جنب، فيؤدي هذا إلى وقف النزيف، وهي طريقة مستعملة بكثرة في جازان .

رابعاً: أمراض الجهاز العصبي والتنفسي

الخازباز: داء يصيب الإبل في حلوقها، وسببه ذباب أخضر يظهر وقت الربيع، وعلاجه الكي في الحنجرة. الشحطة: داء يصيب الإبل في صدورها فلا تكاد تنجو منه .

السرو ( الهريشة ): وتسببه يرقات ذباب النغف التي تنشط في الصيف، حيث يشاهد الذباب بكثرة وهو يحوم حول أنف البعير ليضع بيضه داخل التجويف الأنفي لتبدأ دورة الحياة، حيث إن كل ذبابة يمكن أن تضع 500 بيضة، ويرقاته كبيرة ذات أشواك توجد في أنف البعير، وتسبب له عطاس والتهاباً في الأغشية الأنفية والبلعوم وضيق تنفس، وهزال وفقر دم في الحالات الحادة. ويكافح المرض بمكافحة الذباب أولاً، مع تقطير بعض المطهرات المستخدمة لهذا الغرض في أنف البعير. ولا يعتبر هذا المرض خطيراً بحد ذاته، ولكن وجوده بشكل وباء يضعف إنتاجية الحيوان على المدى البعيد.

الحمى المالطية: ويسببه ميكروب، لذا يجب فحص الإبل دوري ؛ً لتفادي هذا المرض الذي قد ينتقل للإنسان.