وجهات سياحية
جولة على رمال الشرقية
رمال وهيبة، أو رملة آل وهيبة: هي بحر من الرمال الناعمة تمتد من محافظة شمال الشرقية مرورا بمحافظة جنوب الشرقية وصولا إلى محافظة الوسطى، وتنسب لقبيلة وهيبة، يبلغ طول حدود هذه المنطقة الرملية 180 كيلومترا ( 112 ميلا) من الشمال إلى الجنوب، و 80 كيلومترا ( 50 ميلا) من الشرق إلى الغرب، وتعد من أجمل المناطق التي يمكن ممارسة الهوايات فيها، كالتخييم. تبلغ مساحتها 500 ‚ 12 كم 2 ( 3‚ 826 ‚ 4) ميلا مربعا، بدأ الاهتمام العلمي بهذه الصحراء منذ بدء الحملة العلمية فيها، وذلك في عام 1986 م من قبل الجمعية الجغرافية الملكية، وقد وثقت هذه البعثة تنوع التضاريس والنباتات والحيوانات فيها، وقد تم إحصاء 000 ‚ 16 نوع من اللافقاريات، فضلا عن 200 نوع من الحيوانات البرية الأخرى، وكما وثقت أيضا 150 نوعا من النباتات الأصلية.
وتتدرج ألوان الرمال من الأحمر إلى البني على امتداد البصر، وتعد الموطن الأصلي للبدو، وتجذب هذه المنطقة الكثير من محبي مغامرات الصحراء، ويفضل الزوار هذه المنطقة؛ نظراً لسهولة الوصول إليها، ولتوافر الخدمات القريبة منها، لتشكل موقعاً سياحياً متميزاً، كما أن وجود المخيمات السياحية التي افترشت الرمال لتكون جزرا تقدم الخدمات السياحية في بحر الرمال الذهبية لعبت دوراً مهما في ذلك.
وتعتبر ولاية بديّة من الواحات الجميلة القابعة على مدخل رمال الشرقية، وتعد نقطة انطلاق مهمة لسبر أغوار الرمال والدخول في عالم مليء بالإثارة والحيوية، بعيداً عن صخب المدينة، وتغييرا للبرامج الروتينية اليومية، ويوجد في هذه الرمال العديد من الواحات، كواحة الراكة، التي تحيط بها الت ال الرملية من ثلاث جهات، كما أنها تشكل منظرا بديعا إلى جانب واحة شاحك، وكذلك الحال بالنسبة لواحة الحوية وهي أكبر الواحات، وتحتوي العديد من الأشجار وتحيط بها الكثبان الرملية، فتتجسد في منظر بديع، وتعتبر هذه الواحة نموذجاً حياً لهذا التمازج الفريد، حيث احتضنتها الرمال الذهبية؛ لتشكل شبه جزيرة خضراء في مشهد فريد، تتميز به عن غيرها من الواحات على مستوى السلطنة، كما أن الانحدار الحاد للرمال في الجزء الجنوبي لهذه الواحة يعد من المواقع المتميزة لممارسة رياضة التزلج على الرمال.
ومن الواحات أيض واحة العيدان، والتي يرجع سبب تسميتها لوجود الأشجار بظلالها الوارفة، ووجود بئر ماء بهذا الموقع، ويتطلب الوصول إليها الاستعانة بدليل.
وتقام في هذه الرمال العديد من الأنشطة والفعاليات السياحية، ومنها: تحدي صعود الرمال بسيارات الدفع الرباعي، إضافة إلى سباقات الخيول، والهجن. تأسرك أجواء البساطة المختلطة بعبق الماضي، حيث يعيش الزائر البساطة كما عاشها القدماء، ولا ينفك يلتقط آلة التصوير خاصته، متجولا بين الخيام والكثبان الرملية، وأشجار الغاف ملتقطا صورا تذكارية حيث الفضاء الرحب.
عندما تبدأ الشمس بنشر أشعتها فوق رمال الصحراء، تنطلق العائ ات للاستمتاع بيومها، وبعد تناول وجبة الغداء يستمتع محبو الدرجات الرملية بتسلق ما استطاعوا إليه سبيلا في تلك الرمال، وكذلك السيارات الرباعية الدفع، إلى أن تغيب الشمس ويعم الهدوء، يجد الباحث عن مناجاة الطبيعة بغيته، حيث تبدأ الأصوات المزعجة بالتلاشي شيئا فشيئا، وتبدأ أشعة الشمس بالانسحاب، وتبدأ ألوان السماء بالتغير من أصفر إلى برتقالي، وإذا ما غطت السماء كتل من الغيوم الماطرة، لا يمكن لكلماتٍ أن تفي بوصف هذا الجمال الرّباني، حتى يجتاح البردُ الصحراء الشرقية، فتضرب حلقات النار، وتُحكى الروايات، ثم يُعلن عن انتهاء يوم ممتع على تلك الرمال النا عمة.