التراث

التاريخ: 2015-02-01
حارة الحمراء الأثرية

حارة الحمراء الأثرية

في شمال عمان تمتد جبال الحجر على طول الساحل الشمالي من السلطنة، من الجنوب الغربي من محافظة مسقط إلى دولة الإمارات العربية المتحدة .

تقع ولاية الحمراء على قاعدة من تلك الجبال، وتنتشر فيها العديد من الحارات القديمة والقرى، وتعتبر حارة الحمراء من أروع الحارات القديمة وأجملها في عمان، وهذه البلدة هي الحاضنة لعدد من المباني التي بنيت على الطراز اليمني من الطوب، وبعضها يصنف من بين أقدم المنازل في عمان.

ينفرد الطراز اليمني للعمارة عن غيره بطابع خاص وبسمات فنية وتنوع هندسي، والناظر إلى قرية الحمراء يُدرك للوهلة الأولى تلك اللمسات الإبداعية في فن العمارة، فيطيل النظر بتأمل في تلك المباني القديمة التي تشع منها مسحة جمالية من حيث البساطة في المقاييس الدقيقة، والتناسق العجيب في الزوايا، والمقاطع المختلفة التي يتألف منها البناء، ولتقنيات البناء طرق وأساليب عدة، تجتمع معا في الكثير من الخصائص وتتباين بشكل محدود وفقا لعامل التأثر الطبيعي. تم بناء حارة الحمراء بالاعتماد على الطين كمادة أساسية في تشييد المباني، ودلت هذه الأبنية على خبرة البنائين القدامى ومهارتهم، إذ أن الطين أساس ناتج عن تحلل الصخور النارية، وهو لذلك مركَّب من دقائق صغيرة متبلورة من سيلكا الألومنيوم، ومن خواصه الطبيعية اللزوجة عند إضافة الماء إليه، أما لون الطين فيعتمد على المركبات المعدنية المكونة له؛ لذا نراه يتدرج من الأبيض الفاتح إلى البني الغامق. ويبلغ وزن الطين ما بين 1400 إلى 1800 جراما في المتر المربع حسب درجة التماسك.

كما يعد الطين من أفضل المواد العازلة للحرارة، ويتكون النقي منه أو ما يطلق عليه » الصلصال » من حوالي 46.5 % من سيلكا الألومنيوم ( ثاني أكسيد السيلكون )، و 39.5 % من ثلاثي أكسيد الألومنيوم، بالإضافة إلى حوالي 14 % من الماء، فهو تشكيل معقد من السيلكون والألومنيوم والهيدروجين.

وتم بناء الجدران بالحجارة غير المشذبة، وهذه تعد من ضمن الطرق المستخدمة في البناء، وتم المزج بين البناء عبر الطوب وطريقة البناء عبر الحجارة غير المشذبة. اجتمعت هذه العناصر والمميزات جميعا لتنتج عمارة مميزة وعريقة متأثرة بجذورها التاريخية.

تلاحظ أيضا الانسجام والتناغم بين مستويات المبنى الرأسية أو الأفقية، إحدى مميزات العمارة اليمنية والتي توجد في الفتحات الجانبية للنوافذ والشبابيك. والنوافذ الكاذبة أسلوب اتخذ منذ القدم لمعالجة المسطحات في واجهات المباني، والتي تظهر على شكل نافذة حقيقية، بينما هي مجرد إطار كامل لنافذة مغلقة بالحجر أو الياجور، تتخللها فتحة أو أكثر. ويتفاوت منسوبها ليعطي إيحاء بوجود نافذة، وتسمى نافذة ميتة أو كاذبة.