وجهات سياحية
جامع السلطان قابوس الأكبر
افتتح في مايو 1002 م تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، ومن يومها ما يزال مصدر إشعاع ديني وحضاري وعلمي يغترف منه المسلمون معينهم على امتداد الليالي والأيام.
يقع جامع السلطان قابوس الأكبر في ولاية بوشر، على مقربة من الطريق العام،وهونقطة وصل بين العاصمة والضواحي المجاورة لها، وقد اختير هذا الموقع بعد دراسة وتأمل؛ ليسهل الوصول إليه من ضواحي مسقط الممتدة .
يغطي الجامع ما يقرب من 00004 مترا مربعا، ويشمل الموقع مسافة 0001 مترا مربعا، وبعمق 588 مترا مربعا من الشمال إلى الجنوب. تم تطوير بناء مساحة إجمالية بما فيها الشوارع والتشجير وقدرها 614 مترا مربعا، شيد الجامع ليكون مركزا للصلاة والتعبد، ومنتدى علميا بارزا، ومظهرا من مظاهر الهُوية الإسلامية بجماليتها، ودليلا على القدرة الإبداعية للعمارة الإس امية،ويعد الجامع من أبرز الجوامع في سلطنة عمان؛ نظرا لصرحه المعماريِّ المشيّد بطريقة تبرز التفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة.
وقد كُسيت مباني الحرم بالحجر الرملي الأبيض المائل للصفرة قليلا، وألبست جدران الأروقة الحجر الأرجواني الفاتح؛ ليضفي جوا من الهدوء والراحة النفسية عند النظر إليه،وليتناغم مع روح العبادة، حيث تم استخراج الحجر من مقالع هندية، شُذبت في مسقط، وفي مسقط تم نقشه وصقله. سلسلة من القباب الهندسية تسقف الأروقة، وتم استلهام التصاميم من قباب مسجد بلاد جع ان بني بو علي الفريدة، وتم إضافة فتحة على شكل منور مربعة الشكل؛ بهدف دخول ضوء الشمس إليها. يحتضن الجامع قاعة للاجتماعات والندوات تسع 003 شخصا تقريبا، ومكتبة تضم 00002 مجلداً في علوم الثقافة الإسلامية والفقهوالإنسانية. تُختم الأروقة حول عمارة الجامع بمآذن أربع معلنة حدود الموقع، وترتفع بنحو 54 مترا، ترمز المآذن الخمس إلى أركان الإسلام، أما المئذنة الرئيسة وقبة المصلى فهما تبرزان كعنصرين أساسين في حرم الجامع، وتبدو القبة الذهبية بأضوائها عند غروب الشمس وفي فترة المساء وكأنها قطعة من الفن الراقي تشع عن بعيد، ليراها المارُّ من جميع زواياهجاذبة الأنظار إليها. تتضمنُ قاعدة المئذنة الرئيسية عند الواجهة الجنوبية على نصّ التكبير والدعوة إلى الصلاة، وعلى الواجهة الشمالية من المدخل حفر اسم الجامع مع آيات قرآنية تم أ الأقواس من الجهة الشمالية والجهة والجنوبية، وكتبت على الأوجه الثمانية للمآذن الخمس التسابيحُ مع أسماء الله الحسنى.
أما الأرضية فقد تم رصفها بب اط رُخامي على شكل هندسي متناسق ابتداء من ممرات العبور الجنوبية والأروقة حتى مدرجات الحدائق، ثم إن جدران قاعة المصلى الرئيسة مكسوة بكاملها برخام البيانكوبي الأبيض والبارديليو الرمادي الغامق، أما الجدران فقد شكلت كل منها جدارية من خزف الكيشاني الإيراني، ومشغولة بنمط هندسي حيث نلاحظ الزخارف النباتية مستلهمة من أسلوب الفن الصفوي.
القاعة مصممة بمخطط مفتوح ذي أربعة أعمدة رئيسة حاملة لهيكل القبة الداخلي. ويمتد بمحاذاة كل من الجدار الشمالي والجنوبي رواقٌ،ينفتح على قاعة المصلى
بأقواس لها أزرار متعاقبة من الرخام الأبيض والرمادي، تشكل فقرات مزررة على غرار الزخرفة في العمارة المملوكية، ويتصدر المحراب المعقود موقعه في جدار
القبلة كعمل فني خالص، ولقد صمم بإطار مرتفع يضم كُوّتين بتقاسيم متراجعة في عمق الجدار بمقرنصات وعقود. ويترادف تكوين الكوّة الداخلية مع نتوء هيكل المحراب خارج واجهة جدار القبلة. ولقد تم تطعيم رسوم المحراب وزخارفه الإس امية بأعمال خزف القيشاني التي تغلف الجدران والمقرنصات وطاسات المحراب. ويحيط بإطار المحراب حاشية خط من الآيات القرآنية الكريمة، وثنية خزفية ناتئة على شكل حبل مفتول مصنوع من الخزف المطلي بالذهب.
أما سجادة المسجد فقد تم صنعها في إيران،ومن ثم تم استيرادها،وتطلب إحضارها طائرة خاصة للوصول بها إلى الأراضي العُمانية، وهي عبارة عن قطعة واحدة، شغلت بعناية ودقة فائقة، وزين الجامع بمصابيح وثريات فخمة وضخمة تنير المكان، إضافة إلى أنوار المصلين فيه.