التراث
شجرة العُتم يقدر عمرها ب 400 عام
أكبر شجرة عُتم معمرة بقرية حدش بولاية نخل وصخور تحكي تاريخها العريق
ما إن تصل إلى قرية حدش الوادعة بوادي مستل، حتى تستقبلك تلك الشجرة المهيبة، الوارفة بظلالها وأوراقها الغنّاء، تمد أغصانها العتيقة الضاربة القدم منذ مئآت السنين، تحاول جاهدة أن تغطي أكبر قدر ممكن من الزمان والمكان لتمده بظلها الوارف، فهي لا تزال شامخة كشموخ جبال وادي مستل بولاية نخل على مشارف قرية حدش الجميلة، تلك هي شجرة العُتم المعمرة التي يعرفها الصغير قبل الكبير، حتى باتت معلما بيئيا وسياحيا فريدا تمتاز به القرية، التي نسجت حولها الأساطير والحكايات منذ عدة قرون من الزمان، بينما يُجهل تحديد تاريخ زراعتها حتى كبار السن من المعمرين الذين باتو يتذكرونها على ما هي عليه الآن. بيد أن البعض منهم لايزال يردد بأن عمرها على الأرجح يزيد على الأربع مائة عام. فهي شجرة العتم المعمرة، والتي من جذعها اقتطع بابُ المسجد القديم؛ ليظل محافظا على معالمه حتى يومنا هذا. ومن المتعارف عليه محليا بأن أشجار العتم تعتبر من أقوى وأصلب الأشجار، ومنها تتم صناعة الأبواب والعصي اليدوية. وتقع الشجرة المعمرة خلف مسجد القرية مباشرة، فهما يشكلان معا لوحة جمالية خلابة تلفت انتباه الزائر.
الصخور تتحدث بالتاريخ
من جانب آخر وليس ببعيد عن موقع شجرة العُتم المعمرة، تزخر قرى وادي مستل بولاية نخل، بوجود عدة معالم أثرية ونادرة جدا، ومن تلك المعالم نقوش أثرية، وكتابات صخرية، وأحافير ومنحوتات لا يعرف لها تاريخ معين. فهي تحتاج إلى دراسة من قبل الباحثين في علم الآثار. فالصخور هنا على الرغم من أنها صماء خرساء إلا أنها تنطق تاريخا ضاربا في القدم يتحدث عن تاريخ الولاية العريق. والصورة توضح عبارات منحوتة على عدد من الصخور بجانب مسجد حدش الأثري، تم الكشف عنها بعد تساقط الطبقة الطينية لجدار المسجد، والذي يعود بناؤه إلى تاريخ قديم يقدر بمئات من السنين. وتلفت تلك المنحوتات اليدوية انتباه الزوار الذين تبهرهم أيضا الطبيعة الريفية الهادئة والواعدة سياحيا لتلك الأماكن الخلابة.