كرم رسول الله (ص) الخيل، ومسح وجهها بردائه، وأوصى المسلمين بالعناية والاهتمام بها والمحافظة عليها، فورد العديد من الأحاديث المنقولة التي تحثّ على ركوب الخيل ورعايتها، وكان الحديث: « الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم « دافعا لتربية الخيل بكثرة، إلى أن أصبحت تربى في البيوت ومع الأطفال كما الحال في السودان مثلا، مستندين إلى أن الشيطان لا ةيدخل دارا فيها فرسٌ عتيق (أصيل). شجع النبي (ص) النفقة عليها في سبيل الله تعالى في قوله الشريف: « إن النفقة على الخيل في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها ،« ثم عفا مالكها من الزكاة في قوله: » قد عفوتُ عن الخيل، والرقيق، فأدوا زكاة أموالكم من كل مئتين خمسة «، وقوله (ص): « ليس على المسلم في فرسه ولا في عبده صدقة .«

ثم إنه (ص) أوصى بركوبها وتأديبها في حديثه: « ارموا واركبوا الخيل، وإن ترموا أحبُّ إليَّ من كل لهو لهى به المؤمن، فهو باطل إلا ثلاث خ ال: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك، فانهض من الحق .«

أحبُّ الخيول عند النبي (ص) كانت الدهماء، وظهر هذا في حديثه: « خير الخيل الأدهم الأقرح، الأدهم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكُميت على هذه الشية «، وفي حديث آخر قال (ص): « تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبدالله وعبدالرحمن، وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها ولا تقلدوها الأوتاد، وعليكم بكل كُميت أغرّ محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغرّ محجّل «. ثم إن النبي (ص) نقل حبّه للخيل إلى المسلمين، فسأله أحدهم قائ اً: « يا رسول الله إني أحبُّ الخيل، أفي الجنة خيل؟ فقال رسول الله (ص): « إن دخلت الجنة أُتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت .«

وحرم النبي (ص) لحوم الخيل وقصّ النواصي في قوله: « لا يحل أكل لحوم الخيول والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع «. وقوله (ص): « لا تقصّوا نواصي الخيل فإن فيها البركة، ولا تجزّوا أعرافها فإنه أدفاؤها، ولا تقصّوا أذنابها فإنها مذابها «، أما نواصي الخيل هو ما يكون على رأسها وفي أعلى رأسها من الشعر. ومعارفها جمع عرف، وهو الشعر الذي في أعلى الرقبة، يسترسل إلى جهة اليمين أو إلى جهة الشمال، وأذنابها هو الشعر الذي يكون في الذيل أو الذنب، وفي قوله (فإن أذنابها مذابها) أي تذب بها الذبابة والحشرات التي تقع عليها بحيث تحركها فيطير الشيء الذي يقع عليها، وفي قوله (أعرافها.. أدفاؤها) أي دفء لرقبتها. وفي إكرام الخيل وإعلاء شأنها قال (ص): « لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها .«

ثم قال (ص) في نصيحة منه لاقتناء الإناث من الخيل: « عليكم بإناث الخيل فإن بطونها كنز وظهورها حرز وأصحابها معانون عليها .«

وفي باب الحث على تحضير الخيل وتجهيزها للجهاد في سبيل الله قال (ص): « من همّ أن يرتبط فرس في سبيل الله بنية صادقة أعطي أجر شهيد «، وقال )ص(: « من ارتبط فرس في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم القائم والباسط يده بالصدقة مادام ينفق على فرسه .