تعتبر صناعة الفخار من الحرف التقليدية المنتشرة بشكل واسع في سلطنة عمان، ومن خلالها يُبدع العمانيون في إظهار مهاراتهم في فنون شتى، وهي مصدر رزق ومفخرة تتوارثها الأجيال من جيل لآخر.

يعود تاريخ صناعة الفخار في عمان إلى عهد جمدت نصر، أي بداية الألف الثالث قبل الميلاد، وكان يُستخدم بشكل كبير خاصة في أغراض المطابخ من أواني وأباريق؛ لحفظ الماء وأكواب وما إلى ذلك من أدوات. ندر استخدام الفخار المنزلي في عصرنا الحديث، ورغم ما له من فوائد صحية جمة، فقد تم استبداله بالزجاجيات والبلاستيكيات، واتجهت حرفة صناعة الفخار لتكون من الكماليات، وبات الفخار شكل من أشكال الزينة وصنف في ركن التراثيات.

من أهم فوائد الفخار هو قدرته على تنقية المياه، وأثبتت دراسات حديثة أجريت بأنه قادر على أن يسحب جزئيات الترسبات والأم اح الموجودة في المياه، ويقتل البكتيريا، ويصفي المياه من الشوائب، فتلتصق في المسامات الموجودة في الفخار، كما أنه يحافظ على جزئيات الماء بشكل كامل، وينصح لمن يعاني من أمراض الكلى أن يستخدمه للشرب منه. يحتوي الطين على مواد مضادة للأكسدة، ويمنع انتشار البكتريا والجراثيم في الإناء، كما أنه يحافظ على درجة حرارة المياه، وخاصة في فصل الصيف إذ ينتعش المرء بشربه من إناء الفخار؛ لأنه يحافظ على برودة الماء، تفضل الأدوات الفخارية عن غيرها لأسباب عدة، لعل من أهمها: من ناحية الطبخ أنها تحافظ على الطعم
الأصلي للطعام ولا تنتج مواد مضرة صحياً.