الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2014-07-01
الشواء العماني

 الشواء العماني

تنفرد سلطنة عمان بتحضيرها لإحدى الأكلات التي لا تعد لذيذة فحسب، إنما صحية وغريبة نوعا ما في طريقة التحضير، والمميز في هذه الأكلة هو كيفية الإبقاء على اللحم سليما بعد طبخه لمدة ثلاثة أيام.

تحضّر هذه الوجبة في فترة العيد بالتحديد؛ لأنها تحتاج إلى جهد كبير من كلا الطرفين: السيدات اللواتي تكون مسؤوليتهن تحضير توابل الوجبة، والرجال عليهم مسؤولية إعدادها كاملة، تسمى هذه الأكلة ( الشواء العماني، أو المشوي )؛ لأن السلطنة هي الوحيدة التي تحضرها دون بقية الدول، ويبقى للشواء العماني نكهته المميزة والفريدة، التي تتمتع بأكلها الأسرة العمانية في أيام الأعياد.

 

طريقة التحضير:

بداية لتحضير هذه الوجبة علينا أن نحضر اللحم، وتبقى الذبيحة بشكلها كاملة بدون تقطيع، لكن تنظف جيدا وتجهز. في هذه الأثناء يتم تحضير ( الخيشة ) وتسمى باللهجة المحلية ( الجونية )، وتنقع بالماء لفترة ثم تفتح ويوضع داخلها نبات الشوع، ومنهم من يضع ورق الموز، وورق الهمبو وهو نوع من الأشجار ينبت في عمان، والهدف من وضع هذه النباتات إكساب النكهة والحفظ من الاحتراق في حالة زيادة النيران عن معدلها الطبيعي، بعد ذلك توضع الذبيحة المعدّة للشواء بعد أن تكون قد تُبّلت بمختلف أنواع البهارات الخاصة وتسمى التتبيلة ( التبريزة )، وتغلف الذبيحة بطبقة سميكة لإعطاء نكهة لذيذة للحم، ثم يوضع الشوع فوق اللحم، بعد ذلك يتم إغلاق الخيشة أو الجونية جيدا، ثم توضع في الخصف وهو مصنوع من سعف النخيل، ويجمع كامل الشواء ويجهز، ثم إن هناك طريقة طريفة نوعا ما في كيفية تحديد الشواء؛ حتى لا يتم الاشتباه في معرفة الخيشة، فمنهم من يضع لوحة سيارة أو حديد بأشكال مختلفة أو علبة بيبسي فارغة...

وبعدها يتم تجهيز التنور ويوضع الحطب فيه ويشعل، وعادة ما يستخدم حطب السمر؛ لجودته، ويختلف حجم التنور تبعا للقرية وعدد سكانها، وبعد أن يصبح الحطب جمرا، يرمى الجميع بالشواء دفعة واحدة في التنور بعد سماع الإشارة، ويغلق التنور بسرعة ويرمى عليه خلطة من الماء والطين لإحكام إغ اق الفتحة بعد رمي الشواء، وهكذا تحفظ الحرارة داخل التنور، ويبدأ المشرفون بمراقبة سطح التنور وفي حال تسرب الدخان يتم إغلاق التسرب جيدا وبسرعة، يترك الشواء في التنور لمدة 81 ساعة تقريبا وباتفاق الجميع، وبعد انتهاء الفترة اللازمة، يتم فتح التنور بحضور الجميع لاستخراج الشواء، فيتعاون الجميع فيما بينهم على فتح غطاء التنور لحمل الشواء ورفعه إلى الأعلى، ويلتقطه الفريق الآخر المنتظر بجنب فتحة التنور، تبقى العلامات التي حددتها كل عائلة لشوائها موجودة، فتنقل كل عائلة شواءها إلى المنزل، ليفتح فيما بعد وهو ساخن ويقدم مع الأرز.