حوارات

التاريخ: 2016-02-01
صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد​

صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد 

(نديم السويق) اسم يتردد على مسامعنا باستمرار وهو ليس كأي اسم لأنه يحمل مدلولات إنسانية واجتماعية عظيمة لشخصية قريبة من أفراد المجتمع ، أطلقه عليه أهالي ولاية السويق وهو اسم يعتز ويفتخر به كونه مرتبط بالولاية التي قضى فيها أجمل أيام عمره ولها مكانه خاصة في نفسه حيث ذكريات الطفولة والصبا، حوارنا في هذا العدد حوار متفرد يحمل تفاصيل حصرية لحياة صاحب السمو السيد فاتك بن فهر بن تيمور آل سعيد أمين عام وزارة التراث والثقافة، فهو شخصية متواضعة ومحبوبة تقابلك برحابة الصدر وابتسامة وديعة كيف لا وهو يتخذ من المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم _ حفظه الله ورعاه _ مثالاً أعلى وهو مثال لكل عماني، كما أن سمو السيد فاتك يعيش عالمه الجميل وهو عبارة عن عملة نادرة وجهها الأول الشعر ووجهها الآخر الرياضة وهي هواياته المفضلة كما ان عشقه السفر والترحال، ونظرته للتراث دقيقة وهامة فمن لا ماضٍ له ليس له حاضر أو مستقبل لذلك يدعو للمحافظة على التراث والحرص على العناية به وتطوير ما يحتاج منه إلى تطوير .
 
 بداية نود التعرف عن قرب على شخصية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد؟
 
أنا من أبناء هذا الوطن المعطاء، ولدت في مسقط في 3 سبتمبر 1959 م، إلا أنني قضيت معظم طفولتي بولاية السويق؛ لأن والدي  رحمه الله  كان متزوجا من هناك، حيث درست القرآن الكريم فيها، وبعد سن السابعة  عُدت إلى مسقط ودرست بالمدرسة السعيدية حتى الصف الثالث الابتدائي، ومن ثم سافرت لتكملة الدراسة في لبنان برفقة أبناء عمي طارق، ومكثتُ فيها حتى عام 1971 م، ثم بعد ذلك سافرت إلى بريطانيا وأكملت مشواري الدراسي هناك حتى تخرجي من الجامعة، وكان معي في بريطانيا بالإضافة إلى أبناء عمي، أخواتي غالية وزوان. أنا متزوج والحمد لله، ولي من الأبناء ثمانية أولاد وبنتان.
 
 ما الهوايات المحببة لسموكم؟
 
الحقيقة أن هناك هوايات عديدة، أولها الشعر، وكرة القدم، والقراءة، وأمارس بعض الرياضات البدنية كالملاكمة والكاراتيه. كما أهوى السفر والترحال، ففيهما أجد المتعة والراحة وخاصة بعد زحمة الأعمال، فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى الراحة والهدوء في حياته.
 
 من المعروف عن سموكم حبكم للشعر  من أين جاءت البداية ومتى؟
 
الشعر هو الهواء الذي نتنفسه، وهو يولد في داخلنا دون أن ندري، ثم يكبر كالغرسة التي نبذرها في الأرض. كنت أهوى الشعر منذ الصغر، وكنت شغوفا بالاستماع، والقراءة، وأذكر أنني كتبتُ أول قصيدة وأنا على مقاعد الدراسة، وكان عمري حينها حوالي خمسة عشر عام ،ً وكانت باللغة الإنجليزية، وبعدها كتبتُ قصيدة بالفصحى، ولكن أول محاولة جادة لي في  كتابة الشعر الشعبي كانت في بداية الثمانينات، حيث بدأت تجربتي بالتشكّل والنضج، ثم توالت المحاولات في الشعر الشعبي، والذي أعتبره الأكثر قدرة على التعبير عن مشاعري الخاصة، ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش هذا العالم الجميل والبديع )عالم الشعر(، وكنت أكتب عن مواقف تمر بي، أو مشهد أتأثر به، أو موقف إنساني أشاهده، فاللحظة هي التي تؤثر فيّ، ومن خلالها أكتب القصيدة.
 
- كيف كان تأثير الوالد والوالدة في مسار حياة سمو كم ؟
 
كان تأثير الوالد والوالدة  يرحمهما الله  كبيرا في نشأتي، فهما المعلمان اللذان تعلمت منهما دروس الحياة، وكانت عنايتهما ورعايتهما لي ذات أثر كبير عليَّ، سواء على المستوى الحياتي أو حتى الشعري.
 
 من الأقرب لسموكم في مرحلة دراستكم، وكان القريب منكم؟
 
في الحقيقة كل أبناء عمي كانوا قريبين مني، فهم بمثابة إخواني؛ لأني وحيد وليس لي أخ، وأخصّ بالذكر المرحوم سمو السيد فارس بن طارق وسمو السيد أدهم بن طارق حيث كانت أعمارنا متقاربة، وكنا في لبنان ندرس في نفس المدرسة (مدرسة برمانا العليا).
 
 حب الشعر والرياضة مترسخ لدى سموكم. نود من سموكم الحديث عن هذه العلاقة.
 
الشعر عبارة عن (رياضة) ذهنية، نمرّن من خلالها عضلات الخيال، والصدق، والعاطفة في داخلنا؛ لذلك فإنه عنصر مهم؛ كي نعيش بس ام مع ذواتنا، ومع المحيط الخارجي من حولنا. أما الرياضة فهي عنصر الحيوية والصحة، وكنت وما أزال أحب كرة القدم، وأحرص على متابعة المباريات، حيث كنت لاعبا في فريق السويق، وظلت هذه العلاقة بيني وبين الكرة ملازمة لي حتى اليوم، وهي حالة يصعب الخلاص منها، فحتى حين نترك اللعب البدني تظل قلوبنا وأرواحنا معلقة بما نحب (الشعر والرياضة).
 
 توليتم العديد من المناصب، وخبراتكم عميقة في شتى المجالات، نود من سموكم الحديث عن تجاربكم العملية.
 
الحقيقة بعد تخرجي في الجامعة عُيِّنتُ في وزارة التجارة والصناعة، وهي أول وظيفة رسمية لي في الدولة، ووصلت إلى وظيفة نائب مدير التجارة، ومن ثم انتقلت إلى وزارة الدفاع فشغلت فيها عدة مناصب، وكان آخر منصب لي في وزارة الدفاع رئيس المراسم وشؤون الأفراد. في عام 1990 م انتقلت مرة أخرى إلى وزارة التجارة والصناعة وعُينت فيها مديرا عاما  للسياحة، حيث أُعتبر أول من شغل منصب مدير عام السياحة، وكانت قبل ذلك على مستوى دائرة فقط، ومكثت بها إلى عام 1993 م، ثم انتقلت إلى وزارة التراث والثقافة وعُينت مديرا عاما للتخطيط، وبعد ذلك صدر مرسوم سلطاني سام بتعييني أمينا عاما بوزارة التراث والثقافة.
 
- تشغلون منصب الأمين العام بوزارة التراث والثقافة، وزارتكم الموقرة تقوم بترميم الحارات القديمة. ما هو الهدف المرجو؟
 
تحظى السلطنة بعدد كبير من الحارات المتميزة بأنماط العمارة الجميلة، وقامت الوزارة بحصرها وتوثيق العديد منها وأصدرت مجموعة الدراسة التوثيقية، كما قامت الوزارة بترميم المعالم البارزة، والتي تشمل: القلاع، والحصون، والمساجد، والبيوت الأثرية، كما قامت بإجراء ترميم شامل لحارة الجامع بولاية أدم، وحارة البلاد بولاية منح، والمرافق العامة بحارة السليف بولاية عبري.
 
الهدف من أعمال الترميم بشكل عام هو المحافظة على المعالم من الاندثار، إضافة إلى توظيف تلك الحارات للأغراض السياحية والثقافية، وإثراء السياحة العمانية بمفردات تراثية عمانية أصيلة ومتميزة تضيف بعداً ثقافي واقتصادياً للسلطنة.
 
 الهوية الوطنية العمانية خالصة برباطها الوشيج المتمثل في الحفاظ على مكنونات التراث الخالد. كيف تنظرون سموكم إلى هذا الطابع الأصيل، والذي يربط الإنسان العماني بعاداته وتقاليده وتراثه؟
 
من لا ماضي له ليس له حاضر ولا مستقبل، هكذا يجب أن ننظر إلى التراث، الذي يمدنا بالقوة، ويذكرنا بجذورنا، وهويتنا الوطنية، ويرسل لنا جينات الأصول الأولى لحضارتنا؛ لذلك يجب أن نحافظ عليه، ونحرص على العناية به، وتطوير ما يحتاج منه إلى تطوير؛ لأن الدول لا تتقدم دون إرث حضاري وتاريخي تستند إليه، يسلّمه الآباء للأبناء، وتتوارثه الأجيال، خاصة في هذا العصر المتسارع، والذي طغت عليه الماديات، وانجرف نحو العولمة التي قد تقضي على خصوصية وهويّة الشعوب، وهذا ما حرص المقام السامي لمولانا جلالة السلطان المعظم أن يرسخه في أذهان الشباب؛ ولذلك أنشأ للتراث والثقافة وزارة خاصة تُعنى بالإرث الحضاري للسلطنة .
 
 نستوضح من سموكم العلاقة الوطيدة بين الإنسان العماني وحبه وتعلقه بالخيل والهجن جيل بعد جيل، ونمو هذه العلاقة وازديادها رغم مغريات تكنولوجيا العصر الحديث.
 
« الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة « كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك اعتبرها العماني جزءا لصيقا من حياته، واعتنى بها وبتدريبها، وعمل على تربيتها، وإقامة السباقات لها، وإنشاء الاسطبلات الخاصة بها، وافتتاح مدارس تعليم الخيل، فهي جزء من تاريخه الحضاري، وذاكرته القديمة التي لا يفرط بها أبدا، كما أن هناك اهتماما ساميا وشخصيا من لدن المقام السامي لمولانا جلالة السلطان؛ للحفاظ على الخيول، والس الات العربية العريقة والأصيلة منها.
 
 كيف تنظرون سموكم لمستقبل نادي السويق بعد تلك الإنجازات، وخصوصا نجلكم صاحب السمو السيد فارس هو من يرأسه حاليا؟
 
نادي السويق هو البيت الثاني لي، وهو مرتبط بإنجازات كثيرة، ومهمة على المستوى الرياضي، كنت وما أزال قريبا منه، رغم انشغالاتي الخاصة، إلا أنني لا أفوّت فرصة مشاهدة المبادرات التي يقوم بها النادي، كما أن نجلنا السيد فارس امتداد لهذه العلاقة الوطيدة واللصيقة بالفريق، ولكن النادي أي نادٍ في العالم لا يمكن له أن يسجل إنجازاته دون تعاون من الجميع، سواء من مجلس الإدارة أو اللاعبين أو الكادر الفني والتدريبي وكذلك الجمهور، ولا شك أن نادي السويق هو فريق المهمات الكبيرة، وأنا - الحمد لله - متفائل بمستقبل النادي، وسيظل دوما في مصاف الأندية الكبيرة في السلطنة، متألقا بإنجازاته وبطولاته.
 
 الرقم سبعة له ما له من أهمية في قاموس سموكم، وهذا ما هو ملاحظ منذ السبعينات حيث تشرف هذا الرقم أن طبع على قميصكم الرياضي، وظل ملازما لكم حتى يومنا هذا. فما السر في ذلك؟
 
للرقم سبعة سر غريب في الكون ككل، ولك أن تقرأ عن سر هذا الرقم العجيب حتى في القرآن الكريم، وهو رقم مقدّس عند كثير من الحضارات الإنسانية، كما أنه ارتبط بأسماء لاعبين ماهرين على المستوى العالمي منذ الستينات، مثل: جارنيشيا، وزاجالو، وكيفن كيجان، ولويس فيغو، وغيرهم. كنت شخصيا من المعجبين بالمنتخب الأسكتلندي، وبالأخص أحد لاعبي الفريق، والذي كان أيضا يلعب لنادي ليفربول الإنجليزي، وكان يرتدي الرقم ) 7(، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب هذا الرقم، وهو عامل مشترك في كثير من مقتنياتي الشخصية .
 
 بعد سنوات من العطاء في مجال الشعر والرياضة، كيف ترى الشعر والرياضة في فترة السبعينات؟ وكيف تراهما الآن؟
 
لكل زمان نكهته، ولكل مرحلة حلاوتها، كانت فترة  السبعينات فترة حب للكرة دون انتظار مردود، كان الجميع يلعب باسم الفريق الواحد، وكان الجمهور شغوفا بالكرة، يتابع فريقه ولا يخذله أبدا، كانت الأمور أكثر بساطة وألفة. أما اليوم فإن كثيرا من اللاعبين يلعبون من أجل المال  وهذا حقهم ، وأصبحت الرياضة عبارة عن عمل تجاري (مادي)، ورغم ذلك فأساليب وخطط اللعب تطورت، وأصبحت اللعبة أكثر جاذبية ومتعة بفضل النقل الإعلامي، ووجود اللاعبين الكبار في الأندية والمنتخبات. كذلك الحال بالنسبة للشعر، كان الشعر في فترة السبعينات، والثمانينات بسيطا وعفويا وكانت الرزحة والفنون الشعبية الأخرى تقام في كل مكان بحب وشغف، وكان الليل يحمل أمسيات رائعة يستعرض الشعراء فيها مقدرتهم، ويتحدّون بعضهم دون تعصّب، وكانت المرادّات والمساجلات الشعرية في الصحف، والرّمسات سمة رئيسة لتلك الفترة. أما اليوم فإن كثيرا من هذه المظاهر انتهت، وأصبح الشعر معقدا، ربما لتعقد الحياة نفسها، وأصبح الشعراء يبحثون عن الأضواء والإعلام أكثر من بحثهم عن الشعر الحقيقي، كما أن قنوات التواصل الاجتماعي والمسابقات وغيرها فتحت أمام الشعراء مجالات رحبة للانتشار، وهو ما لم يكن متاحا في الفترة البعيدة.
 
 (نديم السويق) هوة اللقب الذي عُرف عن السيد فاتك في مجال الشعر . ما هو سر هذا اللقب؟
 
(نديم السويق) اسم اعتز به كثيراً؛ كونه مرتبط بالولاية التي قضيت فيها أجمل أيام عمري، ولها مكانة خاصة في نفسي حيث ذكريات الطفولة والصبا، كما أن هذا الاسم أطلقه عليَّ أهلها الذين أكنُّ لهم كل المودة والتقدير، ومع مرور الوقت أصبح هذا اللقب مألوفا لدى شريحة كبيرة ممن يتابع كتابات فاتك بن فهر في عمان الحبيبة أو في خليجنا الرحب.
 
- بين البحر والصحراء. ما هي المؤثرات البيئية التي أثرت في سموك شعريا وإنسانيا؟ ومن هو مثلك الأعلى في الشعر والحياة؟
 
الشاعر ابن بيئته، يؤثر فيها، ويتأثر بها، وترسخ في ذاكرته منذ الطفولة، ومنها يشكّل خياله، وصورهُ الشعرية؛ ولذلك على الشاعر الجيد أن يم أ ذاكرته بهذه البيئة؛ لأنه سيحتاج لها حين يكتب القصيدة، كما أن مجالسة كبار السن يزيد من الخبرة والنضج لدى الشاعر، وهو ما لا يفعله كثير من شعرائنا الشباب هذه الأيام للأسف، ونصيحتي لهم أن يجالسوا شعراء الميدان والرزحة وكبار السن، ويستمعوا لهم؛ لأن الشعر لا يكتمل دون أن ننهل من معين الماضي. أما مثلي الأعلى في الحياة فهو بدون شك مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم  حفظه الله ورعاه  الذي هو مثال لكل عماني ولا شك.
 
- الشعر هو المتنفس الجميل للشاعر. هل ما زلتم سموكم تجدون الوقت الكافي لكتابة الشعر؟
 
ليس كما كان في الماضي، الوقت ضاق كثيرا، ولكنه لم يمنعني رغم كل شيء عن الكتابة، ما زلت أكتب بين فترة وأخرى، خاصة حين يكون هناك موقف مؤثر يستثيرني للكتابة.
 
 لدى سموكم اهتمامات بالأغنية، وغنى لك الكثير من الفنانين العمانيين والخليجيين. من هو المطرب الأقرب وجدانيا من سموك؟
 
في الحقيقة أنا شغوف جدا بالموسيقى ومثل ما يقال بأن الموسيقى غذاء الروح. وقد غنى لي الكثير من الفنانين العمانيين والخليجيين والعرب، منهم على سيبل المثال: المرحومة رباب، وميحد حمد، وخليفة عبدالله، وأصاله نصري. ومن السلطنة غنى لي حكم عايل، وخميس عبدالله، وآسيا الكندي، وسالم علي سعيد، وأيمن الناصر، وغيرهم... لكن كلمة حق تقال بأن الفنان الإماراتي خليفه عبدالله هو الأقرب لنفسي؛  لكون علاقتي به تمتد لما يقارب من ال 30 عاما، شكّلنا خلالها ثنائيا متناغما فكان هو المؤدي وأنا الشاعر، وما زالت علاقتنا مستمرة ولله الحمد.
 
 مهرجان الأغنية العماني بدأ بزخم كبير من خلال رعاية سموكم وبعد ذلك بدأ بالتراجع. ما الأسباب في رأيك؟ ولماذا تركت المهرجان؟
 
هو ليس تراجعا بمعنى التراجع، لكن لربما الوزارة ممثلة في لجنة الإشراف على مهرجان الأغنية العمانية ارتأت مشاركة وجوه جديدة كلياً لكي تواكب العصر، وأيضا لربما لم يُعط ذلك الزخم إعلاميا كما هو الحال في المهرجانات السابقة، فمهرجان الأغنية يعتبر منجما لاكتشاف مواهب غنائية جديدة، في مجالات الصوت واللحن والكلمة، وقد تهيأت له الظروف المناسبة ليكبر، ولكي يعطي الساحة الفنية الكثير والكثير، وقد أُسندت إليّ مهمة الإشراف على المهرجان في دوراته الأولى، وقد بذلت ما أستطيع ليقف هذا الكيان على أرضية صلبة، وحققنا بفضل الله وبجهود المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم سمو السيد هيثم بن طارق نجاحا جيدا رغم بعض الصعوبات، ثم ابتعدت عنه لكي نعطي الفرصة للآخرين، ولكي تكون هناك دماء جديدة، وأفكار جديدة، ووجوه شابة لتواصل المشوار.
 
 هل هناك مشاريع غنائية قادمة؟
 
نعم نعكف حاليا مع بعض الأخوة وأخص بالذكر الأستاذ/ مسعود الحمداني )أبو فراس( على إخراج عمل لتصوير أغنية من كلماتي بطريقة الفيديو كليب، وعما قريب إن شاء الله سيتم إنجاز العمل بمجرد الاتفاق على اسم الفنان الذي سيقع عليه الاختيار.
 
 مجلس الشعر الشعبي كان كيانا ناجحا وكان يستظل شعراء السلطنة تحت مظلته. أين هو الآن؟ وهل هناك نية لإعادته؟
 
 قام مجلس الشعر الشعبي بدوره المرسوم له، وقمتُ برعايته في مرحلته الأولى، ودعمه ماديا، ومعنويا، وقد حقق الهدف المرجو منه، ثم كان لا بد للشاعر أن يأخذ دوره، وأن يقوم بمهمته في سبيل استمراره وتطويره؛ لأنه هو من يحمل هذه الأمانة، وقد تمنيتُ أن يقوم الشعراء بهذا الدور بأنفسهم، ولكن لم يستمر المجلس؛ لأن الشعراء لا يريدون القيام بهذا الدور، وتحمّل مسؤولياتهم كما هو الحال في جمعيات المجتمع المدني الأخرى، ورغم ذلك ما زال لدي أمل بأن يقوم الشعراء بهذا الدور، ويهيئون الظروف المناسبة لإعادته؛ لأنه مشروعهم، وحلمهم الذي يجب أن يتمسكوا به، رغم كل الصعاب، وحينها سيكون لكل حادث حديث.
 
 والدكم  رحمه الله  كان يمتلك مجموعة من الجياد .. هل للخيل نصيب في اهتمام سموكم وكذلك الهجن؟
 
الوالد  رحمه الله  كان مغرما بالخيل وكما تعلمون بأن لديه مجموعة من الخيول الأصيلة وخاصة أحصنة البيزانا من النمسا، وهي نوعيات فريدة وقد أهداه إياها الرئيس النمساوي آنذاك... بالنسبة لي أحب الخيل، فهي تشيع البهجة والفرح في نفسي، ولكن اهتماماتي بها في حدود متابعة أخبار الخيل والهجن، مثل: السباقات وما شابه ذلك؛وذلك لكثرة الالتزامات والارتباطات سواء  في مجال الرياضات الأخرى، أو العمل.
 
 هل من أبنائكم من يستهويه الشعر؟ وكيف تشجعهم على تنمية مواهبهم؟
 
نعم أولادي فهر وفراس لديهما محاولات جيدة ومبشّرة في مجال كتابة الشعر... وأنا أشجعهما من خلال النصح بالممارسة والاطلاع، فهما شيئان مهمان في صقل الموهبة، والوصول إلى الهدف المنشود.
 
- ما هي مشاريع سموكم القادمة على المستوى الشخصي والشعري؟
 
ما زلت مستمرا في الكتابة رغم مشاغل الحياة التي لا تنتهي.. ولدي الكثير من القصائد التي وفقت في نظمها مؤخراً، وقد صدر لي قبل فترة قريبة ديوان جديد تحت مسمى (مملكة نمل)، ونأمل أن يرفد الساحة الشعرية بالمفيد. أما على المستوى الشخصي فالمشاريع كثيرة، والطموح كبير، ونأمل من الله التوفيق والسداد.
 
 ماذا يود صاحب السمو قوله لقرّاء مجلة أصايل؟
 
أتمنى لمجلة أصايل ومجلس إدارتها وعلى رأسهم رئيس التحرير الأخ محمد بن عيسى الفيروز كل التوفيق، وأن تكون هذه المجلة نافذة يرى من خلالها القرّاء عالم الخيل بكل أطيافه وجماله. وشكرا لكم على هذه الاستضافة الطيبة.

 

لقراءة الموضوع كاملا يرجى تصفح العدد 40، من صفحة 38 - 47.