حوارات

التاريخ: 2019-05-01
الشيخ سيف بن محمد بن سيف الحوسني

الشيخ سيف بن محمد بن سيف الحوسني

- الحياة قبل السبعين صعبة وجلالة السلطان نعمة أنعم الله بها علينا
- أحب السفر والترحال ليتعرف على طبيعة الأماكن وحياة الشعوب
- عشق التراث العماني وأصبح له مكانة في كل زاوية من زوايا حياته
- امتطى صهوة الخيول وركب ظهور النوق وبرز في الرماية منذ صغر سنه
- تقلد مناصب عديدة وساهم في خدمة وطنه
- شارك في ركض العرضة والناقة الصفراء لازالت في ذاكرته

تقاس تجارب الحياة بصانعيها الذين مخروا عباب الزمن مستلهمين فكرهم من آباء وأجداد سطروا ماضيهم بأبجديات مضيئة رسخت في ذاكرة الأيام برصيد معين .


أصايل في هذا العدد حاورت الشيخ سيف بن محمد بن سيف الحوسني في حديث ذو شجون وذكريات ومواقف سطرتها خبرات السنين الطويلة في حياته الزاخرة بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن فلبى النداء منذ أن كان يافعا في بداية عصر النهضة المباركة . تربي على خدمة الناس والمجتمع منذ نشأته وتأصل في نفسه حب التراث العماني الخالد فأصبح له مكانة في كل زاوية من زوايا حياته وركب ظهورالنوق الأصائل وامتطى صهوة الخيول العربية الأصيلة وكان ماهرا حاذقا في الرماية منذ صغر سنه . أصايل سبرت كنوز المعرفة في حياة الشيخ سيف بن محمد بن سيف الحوسني .


نشأته

نشأ الشيخ سيف بن محمد الحوسني في قرية )الهجاري( بولاية الخابورة في بيت علم ومعرفة ومكانة اجتماعية واستلهم من والده مجالسة الناس من خلال (السبلة) والاستماع الى أحاديث أصحاب العلم والمعرفة في مختلف الأمور وعمد والده الى تدريسه علوم القرآن الكريم وكانت البداية في قرية (الهجاري) بولاية الخابورة ثم انتقل لدراسة القرآن الكريم في قرية (الواسط) بولاية الخابورة وبعدها أخذه والده ليتوسع في دراسة علوم القرآن الكريم في قرية (ديل آل عبدالسلام) بولاية صحم وكان والده حريصا على متابعته مرغبا في نفسه حفظ القرآن الكريم وذكر لنا الشيخ سيف الحوسني هذا الترغيب كان يتبعه تأنيبا من والده في حالة التقصير .


الحياة قبل عصر النهضة

ذكر لنا الشيخ سيف الحوسني أن الحياة في السلطنة قبل عصر النهضة المباركة كانت في غاية الصعوبة وبسيطة وكانت الجمال هي وسيلة التنقل من مكان لآخر وصعوبة التضاريس تطيل مسافات الرحلات خاصة مع عدم وجود شوارع ممهدة . وكان سوق الخابورة يعد واحدا من أقدم الأسواق بالسلطنة وموقعه بجوار حصن الولاية بالقرب من البحر وبوجود (الفرضة) مرسى للسفن القادمة من الخارج والمحملة بالملح المجفف والبقوليات والأرز والديزل وكان مرتادوه من مختلف ولايات السلطنة
خاصة الساحلية وكذلك من محافظة الظاهرة وكانت ولاية الخابورة تشتهر بزراعة النخيل والليمون والمانجو وأسهم ذلك في تبادل البضائع في السوق .

 

نبأ عصر النهضة

أوضح لنا الشيخ انه استمع من خلال هيئة الاذاعة البريطانية (اذاعة لندن) نبأ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في السلطنة وهو في دبي حيث كان يمتلك سيارة (اللاند روفر) وتعود الذهاب الى دبي نظرا لحاجة جلب بعض المستلزمات من هناك وكان في كل مرة يصطحب
معه مجموعة من الأهالي الذين يحرصون على صحبته فيأخذ مجموعة وينتظر في العادة حتى يعود بمجموعة أخرى ولكن في هذه المرة وبعد سماع الخبر السعيد لم ينتظر وعاد هو وابن عمه الذي كان يقوم بالشي نفسه ويمتلك سيارة أخرى فيترافقان في الطريق وأصرا على العودة في الوقت نفسه لمتابعة الخبر المفرح مع آبائهم عن قرب وقال الشيخ : عند عودتنا عن طريق منطقة الحويلات التابعة لرأس الخيمة وجدنا الحدود مغلقة حيث كانت تغلق بعد الساعة السابعة مساء فانتظرنا الى الصباح لنتابع طريق العودة الى أرض الوطن.


أول لقاء بالمقام السامي

في لحظة غامرة لا تنسى في حياته ذكر لنا الشيخ سيف الحوسني بأنه قام بالتشرف بمصافحة جلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك بعد ستة أشهر من تولي جلالته – أعزه الله – مقاليد الحكم في السلطنة وذلك في ولاية السويق في لقائه – حفظه الله ورعاه – بشيوخ وأعيان منطقة الباطنة وكان هو مرافقا لأبيه وأعمامه.

 

اللقاء الثاني

حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – يحرص دائما على متابعة أمور المواطنين واحتياجات السلطنة لجميع الخدمات لينعم المواطن والمقيم بالحياة الكريمة على هذه الأرض الطيبة فيلتقي – حفظه الله ورعاه – بشيوخ وأعيان المحافظات والمواطنين ليستمع الى كل ما من شأنه رفعة وتقدم وازدهار السلطنة وعند زيارة المقام السامي – أبقاه الله – لشيوخ وأعيان ولاية الخابورة في عام 1971 التقى بهم في حصن الولاية ويقول الشيخ تشرفت بمصافحته ثم تشرف والدي وأعمامي بقبول جلالة السلطان المعظم دعوتهم لزيارتنا فتناول القهوة في (سبلة) والدي وتناول وجبة الغداء في (سبلة) عمي الشيخ سلطان بن سيف الحوسني – رحمة الله عليه – ليتوجه بعدها المقام السامي محفوفا برعاية الله وحفظه الى ولاية عبري عن طريق وادي الحواسنة رغم صعوبة ومشقة مسارات الطريق الا أن حرص واصرار جلالته على الاطلاع عن قرب والاطمئنان على أحوال رعيته كان ومازال من أبرز اهتماماته من أجل أن تكون عمان آمنة مطمئنة مزدهرة .

مناصب مختلفة

تقلد الشيخ سيف الحوسني مناصب عديدة وذكر لنا في عام 1971 تقدم برسالة الى (ديوان تشريفات جلالة السلطان) موضوعها طلب وظيفة عسكرية وبعد أسبوع (بعد فترة قصيرة) من تقديمها جاءت الى والده برقية من معالي السيد وزير الداخلية موضوعها طلب حضور ابنه (سيف) الى مقر وزارة الداخلية في الوادي الكبير وقال الشيخ سيف الحوسني : تشرفت بما حملته التوجيهات السامية التي أبلغني اياها معالي السيد وزير الداخيلة بتعييني نائبا لوالي نزوى في 16 / 9/ 1971 م . وذكر لنا الشيخ في شهر مايو 1973 تم تعيينه واليا لولاية شناص وفي عام 1977 تم تعيينه واليا لولاية جعلان بني بوحسن (جعلان بلاد بني بوحسن) وفي عام 1979 تم تعيينه واليا لولاية بركاء وبعدها انتقل لخدمة الوطن في وزارة التربية والتعليم ثم في (وزارة الأراضي والبلديات) ثم في (وزارة المواصلات) وقدم كل ما يملك من خبرات في سبيل الارتقاء بالمهام والمناصب التي تقلدها وبعد وفاة والده كلفته وزارة الداخلية بالمهمة التي كان يقوم بها الشيخ والده – رحمة الله عليه - .

ركض العرضة

أخبرنا الشيخ سيف الحوسني أن حب الهجن متأصلة في نفوس العمانيين منذ قديم الزمن وركض عرضة الهجن كان يقام أيام عيد الفطر وعيد الأضحى وتحديدا في ثالث يوم في وقتين الأول وقت الصباح والثاني وقت العصر وكذلك كان يقام أيام احتفالات البلاد بالعيد الوطني وأيام المناسبات الاجتماعية (الأعراس) وكان يشارك أخوته وأبناء عمومته وأهل قريته في ركض العرضة سواء في قرية الهجاري أو قرى الخابورة المختلفة وفي بعض المناسبات يشاركون الأقارب والأصدقاء في ولايات صحم وصحار والسويق وكان والده يمتلك مجموعة من النوق الأصائل تقارب العشرين ناقة.


عزبة لتربية الهجن

يمتلك الشيخ سيف الحوسني عزبة لتربية الهجن العربية الأصيلة بقرية الهجاري بولاية الخابورة وبها مجموعة من أصايل الهجن ويقضي الشيخ بعضا من أوقات فراغه في العزبة مستأنسا برؤية ومتابعة الهجن مع أولاده وأحفاده.

الناقة الصفراء في ذاكرته

الناقة الصفراء التي كان يمتلكها والده ويقوم هو بعنايتها لا زالت في ذاكرته ويقول : الصفراء من النوق الأصائل التي كان يمتلكها والدي وكانت في غاية الذكاء والفطنة وجمعتني ألفة بها . وذكر الشيخ سيف الحوسني بأنه الى جانب الصفراء كان والده يمتلك مجموعة أخرى من النوق الأصائل مثل سمحة والخوارة والبحري.


علاقته بالخيل

ذكر لنا الشيخ الحوسني بأنه قام بامتطاء صهوة الخيل العربية الأصيلة وهو في سن ( 12 ) تقريبا حيث كان يمتلك عمه الشيخ سلطان بن سيف الحوسني – رحمة الله عليه – مجموعة من الخيول وكان والده وعمه حريصان على تعليمه ركوب الخيل .


الرماية في حياته

أوضح لنا الشيخ سيف الحوسني بأن والده كان حريصا على تعليمه وتدريبه للرماية منذ صغر سنه وفي موقف لا ينساه وهو في سن ( 15 ) كلفه والده برمي (ابرة) من مسافة ( 25 ) متر بالبندقية السكتون ونجح في اصابة الهدف وأشار الشيخ الى اهتمامات والده وأعمامه برحلات الصيد قديما خاصة الى القرى الجبلية بولاية الخابورة مثل الغيزين والحمض وبمشاركتهم أصبح من المهتمين بالصيد كذلك في فترة من فترات حياته.

رفيق وصديق

ذكر لنا الشيخ سيف الحوسني أن أخيه عبدالله واحد من أقرب المقربين اليه فهو رفيق دربه رافقه مشوار حياته الحافلة وهو قريب من نفسه كان يلازمه في كل طلعاته لدى القرى والمناطق لزيارة الأهالي وكان معه في كل الأوقات خاصة في الرحلات البرية يأخذ مشورته ورأيه بين الفينة والأخرى كما تعود الشيخ سيف الحوسني على جمع أخوته البقية وأبنائهم يشاركهم في مختلف مناحي حياتهم ويحرص دائما على الالتقاء بهم باستمرار وللشيخ سيف الحوسني ( 8 ) أولاد يملأون حياته سعادة وفرح وهم (غالب وبدر ومحمود وطلال وزعيم ومحمد وحمد وسلطان)


اهتمام بالتراث
الشيخ سيف الحوسني محب للتراث العماني الخالد وانعكس ذلك في حياته من خلال تصاميمه التراثية لكل شي يتعلق به مثل ( مجالس بيته ومزرعته ) ويحرص دائما على اقتناء كل ما هو يخص التراث العماني .


رحال

أشار الشيخ سيف الحوسني الى أنه محب للسفر والترحال فسافر الى العديد من الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا الى جانب العديد من الدول العربية (والمغرب واحدة من الدول التي يرتاح اليها نظرا للطبيعة التي تتميز بها ) ويعشق البادية بشكل كبير ففي أسفاره يتعرف على طبيعة الأماكن وحياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم .

سيارات كلاسيكية

الشيخ سيف الحوسني له اهتمامات بالسيارات الكلاسيكية ومازال يمتلك ( مجموعة ) منها وعرضوا عليه مبالغ مالية لشراء احدى السيارات من نوع ( اللاندرور ) ولكنه رفض ولا يزال حريصا للاحتفاظ بها خاصة تربطه بذكريات سعيدة .


دعم

نظرا لاهتمامه بالهجن والخيل والرماية قام الشيخ سيف الحوسني بالمساهمة في دعم العديد من سباقات الخيل والهجن ومسابقات الرماية التي كانت تقام بولاية الخابورة .


عصر النهضة

ختم الشيخ سيف الحوسني حديثه بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على النعمة الربانية التي حبى الله سبحانه وتعالى بها السلطنة بوجود حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – قائدا للنهضة المباركة وذكر الشيخ ما تحقق من منجزات عظيمة جعلت من السلطنة دولة عصرية مزدهرة بالرخاء والسلام والأمن والأمان وقال : نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على جلالة السلطان المعظم بموفورالصحة والعافية والسعادة .


شكرا أصايل

تقدم الشيخ سيف الحوسني ببالغ شكره لمجلة أصايل على اهتمامها بالتراث العماني وأنشطة الفروسية والهجن وتخليدها في مجلة توثق جزء هاما من مكتسباتنا الحضارية .