حوارات

التاريخ: 2018-11-01
الشيخ سالم بن سليمان بن محمد الفيروز

الشيخ سالم بن سليمان بن محمد الفيروز

- يمتلك عزبة فيها ( 140 ) من أصائل الهجن، ومربطا للخيل من أجود الخيول العربية .
- في كل ليلة يتضرع للعلي القدير بأن يحفظ جالة السلطان .
- من الثمانينات يُشارك ويفوز في سباقات الخيل البريطانية والإماراتية .
- توج هذا الموسم بكأسي سباق العيد الوطني ( 48 )، وسباق الخيالة السلطانية بنزوى .

تزخر السلطنة بجواهر نفيسة، سطرت قصصا للكفاح وتمسكت بأصالة وعراقة هذا الوطن، وغرست ذلك في نفوس أبنائها وأحفادها. الشيخ سالم بن سليمان الفيروز واحد من الذين مخروا عباب الحياة وسبروا أغوارها، فكان لعبق الماضي بتاريخه وتراثه المجيد وقع خاص في نفسه حتى هذا اليوم، فلم تسلبه الحياة المدنية بمختلف جوانبها تمسكه بموروثه العماني الأصيل، فهو لا يزال متمسكا بحبه للتراث العماني الخالد، وبالهجن والخيول الأصائل ... نرتشف من هذا الحديث تجربة رجل جمع بين المعرفة والثقافة والتمسك بالأصالة.

 

بداية علاقته بالهجن

روى الشيخ سالم الفيروز بداية تعلقه بالهجن منذ أن كان طفلا، حيث كان والده - رحمة الله عليه - تاجرا للخشب، فيقوم بشراء الأشجار الكثيرة ثم تقوم مجموعة بتقطيعها وتجميعها، ويتم حملها من البوادي إلى ساحل الخابورة على ظهور الهجن، حيث كان والده يستأجر قطعانا من الهجن، تصل في بعض الأوقات إلى ( 500 ) ناقة؛ لحمل تلك الأخشاب، ثم نشأت علاقة وطيدة بين والده مع الهجن، فقام بشراء مجموعة ليمتلكها ويقوم بتربيتها، وذكر الشيخ سالم الفيروز أن تلك الأخشاب كانت تصدّر إلى دول الخليج عن طريق سفن شراعية قادمة من إيران.

 

التمسك بالهجن

ذكر الشيخ سالم الفيروز أن عاقة والده مع الهجن تحولت من عاقة تجارة إلى شغف ومحبة بتربيتها، وقام بإهداء كل مولود من أولاده ناقة حتى يتمسكوا بحب الهجن.


البحري

ذكر الشيخ سالم الفيروز أن والده أهداه الناقة (البحري) عندما كان طفا، فتمسك بها وأخذ يقوم برعايتها وتربيتها، ونمت عاقة وطيدة بينه وبينها فأصبحت تدافع عنه عندما يدخل المزرعة، فبمجرد رويتها له تلتف حوله ومن تلك الفترة نشأت العاقة الوطيدة بينه وبين الهجن.


رحلة دراسية

في عام 1953 سافر الشيخ سالم الفيروز إلى مملكة البحرين لدراسة اللغة الإنجليزية بإصرار من والده، الذي قام قبل ذلك بتدريسه علوم القرآن الكريم مع المعلم سالم الحاو، كما قام بتمكينه من تعلم وكتابة الخط العربي على يد جعفر بن سليمان التاجر بسوق الخابورة، وقام والده بتسهيل وتذليل وتأمين سفر ابنه رغم الصعوبات البالغة في تلك الفترة، حيث كان من الصعوبة السفر إلى خارج السلطنة، خاصة أنه ما زال في سن ( 14 ) من عمره، ونجحت محاولات والده وسافر الابنُ ليدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة خاصة لمدة سنتين.


لندن

كما سافر الشيخ سالم الفيروز عام 1965 إلى لندن لمدة سنتين؛ ليتمكن من دراسة اللغة الإنجليزيةمستفيدا من علوم وتقنيات العصر هناك ليخرج بتجربة استفاد منها كثيرا في حياته.


حب الخيل

روى الشيخ سالم الفيروز أنه خال فترة دراسته في مملكة البحرين تعرف على أفراد من الأسرة المالكة في البحرين، وكانوا يمتلكون مجموعة من الخيول العربية الأصيلة فأخذت عاقته تتوطد مع الخيل من خال زيارته لهم.


غزيلة وضبيان

في بداية السبعينيات قدمت دعوة للشيخ سالم الفيروز لحضور استعراض عرضة الهجن في ولاية الخابورة؛ مما جعل حب الهجن يتمكن من نفسه ليقرر بعدها شراء ناقتين (غزيلة) من عبد الله بن سالم البلوشي و(ضبيان) من عبيد بن محمد البلوشي من ولاية السويق، وهما أول ناقتين يقوم
بشرائهما الشيخ سالم الفيروز.


عرضة الهجن

قال الشيخ سالم الفيروز: أنه شارك في استعراض عرضة الهجن عندما كان صغيرا مع والده وأخيه علي وأخيه محمد، حيث كانت تقام تلك الاستعراضات في المناسبات الاجتماعية المختلفة.


( 140 ) ناقة في عزبته

شبّ الشيخ سالم الفيروز على حب الهجن الأصائل وقام باقتنائها، حيث يمتلك عزبة بولاية السويق بمنطقة قارح، وتبلغ عدد النوق الأصائل فيها حوالي ( 140 ) ناقة من مصيحات والسمحات وغزيات والعرجات والفرحات وبنات الخوارة إلى جانب النوق الأصائل الأخرى، وذكر لنا أنه بقدر هذا العدد من النوق التي يمتلكها فإنه يعز عليه أن يفارق واحدة منهن؛ لذلك لا يحبذ بيعها.


موقف مصيحة

هناك الكثير من المواقف تمر بذاكرة الشيخ سالم الفيروز مع الهجن الأصائل، ومنها موقف الناقة مصيحة قبل فراقها للحياة، حيث دنت من رأسه لتودعه في موقف يدل على وفاء المحب لحبيبه، وأخذت تامس وجهه، ثم بركت وفارقت الحياة بعدها .


مشاركات

هجن الشيخ سالم الفيروز شاركت في العديد من سباقات الهجن ومزاينة الإبل وفازت بالعديد من المراكز المتقدمة والرموز، ولايزال يستمتع بالمشاركة في السباقات ويحضر خال هذه الفترة ( 8 ) من النوق مع المضمر محمد بن عبد الله البلوشي من ولاية صحم؛ للمشاركة بها في سباقات الهجن.


حياة

ذكر الشيخ سالم الفيروز أنه غالبا في كل يوم في وقت العصر يذهب إلى عزبته، ويستمتع بمشاهدة ومتابعة الهجن والوقوف على احتياجاتها، حيث يجد في ذلك الراحة والسعادة، وتوجد في عزبته مجموعة من هجن ركض العرضة وهجن المزاينة وهجن السباق.


عاقته بالخيل

بدأت عاقة الشيخ سالم الفيروز مع الخيل عندما كان يدرس في مملكة البحرين، وازدادت هذه العاقة من خال تشجيع صديقه الشيخ سعيد بن أحمد الكندي له الذي كان يمتلك مجموعة من الخيول العربية الأصيلة، ثم قام بإهدائه حصانا وفرسا؛ ليقوم بعدها الشيخ سالم الفيروز بشراء مجموعة من الخيول العربية الأصيلة.


مشاركات وإنجازات

منذ الثمانينيات والشيخ سالم الفيروز يشارك في سباقات الخيل داخل السلطنة وخارجها، وحقق مراكز متقدمة وانتصارات على مضامير سباقات الخيل البريطانية والإماراتية، إلى جانب الفوز في سباقات الخيل التي تقام في السلطنة، ويقوم بنفسه بزيارة لمرابط الخيل الفرنسية لشراء أجود سالات الخيل، وحققت الخيول التي يمتلكها هذا الموسم نتائج بارزة، وفازت بأبرز سباقين يقامان في السلطنة: الأول تمثل بفوزه بسباق كأس العيد الوطني ( 48 ) المجيد من خال حسم الحصان خوزان منافسات السباق لصالحه، والثاني فوزه بكأس خيول المواطنين الأعلى تصنيفا لهذا الموسم وذلك في منافسات سباق الخيل السنوي للخيالة السلطانية، والذي أقيم هذا العام بولاية نزوى وظفر به الحصان خوزان المملوك للشيخ سالم الفيروز.


مربط للخيل

يمتلك الشيخ سالم الفيروز مربطا للخيل به مجموعة من الخيول العربية الأصيلة والخيول المهجنة الأصيلة تحت إشراف وتدريب ومتابعة من مدرب يمتلك الخبرة الواسعة في هذا المجال إلى جانب فارس محنك .


تشجيع أولاده وأحفاده

الشيخ سالم الفيروز قام بتشجيع أولاده وأحفاده على حب الخيل والهجن والتمسك بأصائلها، وكذلك التمسك بكل موروث عماني أصيل.


تجارة

الشيخ سالم الفيروز رجل عُصامي بنى نفسه بنفسه، وتعب واجتهد كثيرا إلى أن وصل إلى ما وصل إليه. وبدايته كانت من خال محل متواضع في سوقالخابورة قبل السبعين إلى أن أصبح واحدا من أكبر تجارها، ومع بزوغ فجر النهضة المباركة انتقل إلى العاصمة مسقط ليفتح آفاقا رحبة في مجال التجارة ليتحول من تاجر بسيط إلى واحد من تجار السلطنة المشهورين، وأخذ يوسع مصادر تجارته، إذ قام بتأسيس عدة شركات، كما أخذ تصاريح عدة وكالات. وقال الفيروز: الطريق الذي سلكه لم يكن سها فمر بأزمات مختلفة احتاجت منه إلى الصبر والحكمة وحسن التصرف، ليعود بعدها أكثر قوة وتماسكا؛ ليوسع من مشاريعه المختلفة.


عهد زاهر

يتضرع الشيخ سالم الفيروز للمولى - جلت قدرته - في كل ليلة بأن يحفظ حضرة صاحب الجالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم؛ لما وجده من خير وفير وأمن وآمان واطمئنان بفضل من الله تعالى وبحكمة جالة السلطان حفظه الله ورعاه، الذي أسس عمان الحديثة ليعم الخير ربوع السلطنة من أقصاها إلى أقصاها.

 

لقراءة اللقاء كاملا يرجى تصفح العدد 51، من صفحة 88 - 95.