حوارات

التاريخ: 2016-08-01
الشيخ أحمد بن سلطان بن سيف الحوسني

الشيخ أحمد بن سلطان بن سيف الحوسني

- موقع ولاية الخابورة جعل منها مركزاً تجاري لتمويل ولايتي الظاهرة والبريمي بواسطة القوافل قديم .ً
- الباطنة في الماضي سلة غذائية متكاملة، حيث كانت تنتج: البسور والخضروات والفواكه وأعلاف الحيوانات.
- والدي رحمه الله  من المقربين للسلطان سعيد بن تيمور  رحمه الله  وله مكانه خاصة.
- عندما قاد جلالة السلطان قابوس عمان دعا الجميع إلى لمِّ الشمل، وتوحيد الجهود، والعمل على تحسين الأوضاع الداخلية، وفتح الب اد ونورها.
- تفضل جلالته بقبول دعوة الوالد لزيارتنا، وهي من الزيارات التاريخية التي نفتخر بها.
- مواقف جلالة السطان دروس من الممكن أن تدَّرس في أرقى الجامعات العالمية .
- التعامل مع جلالته يجعلك تنسى أنك مع مقامه السامي، فيشعرك بالأبوة والأخوة والصداقة.
- أنا من الأشخاص الذين لديهم ميول وحب للتراث العماني الأصيل، وأشّجع ترميم وإعادة بناء الق اع والحصون والأماكن الأثرية، إضافة إلى تربية الخيل والهجن.

 

شخصيتنا لهذا العدد شخصية مخضرمة عاشت العهدين ما قبل النهضة وما بعدها، شخصية قيادية بحد ذاتها؛ لأنها ترعرعت في كنف شيخ كريم، وعاصرت أحداث مهمة في التاريخ العماني، وتولت مناصب قيادية وحساسة، وكانت قريبة من المقام السامي منذ عصر النهضة المباركة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  حفظه الله ورعاه ، إنه الشيخ أحمد بن سلطان بن سيف الحوسني، رجلٌ في قمة التواضع والابتسامة لا تفارق محياه، الحديث معه أكثر من الشيق، ومجالسته تشعرك بأنك تعرفه منذ زمن بعيد من خلال أسلوبه الراقي وسرده المشوق للأحداث، فهو ملّم بجميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية وغيرها، يتعامل مع الناس بحب وتقدير فيكسب ودَّهم واحترامهم، عنوانه البساطة في كل شيء بعيداً كل البعد عن التصنع. )أصايل( زارته وخرجت بمعلومات قيّمة ومفيدة لجميع متابعيها، فلم يبخل علينا بوقته ولا بمعرفته أو خبرته، فله منا كل الثناء والشكر والامتنان.

نريد أن نتعرف على عُمان في الماضي قبل السبعين؟

لو تكلمنا عن أحوال عُمان في الماضي قبل عام 1970 م ربما لن تصدقوا، وهنا سنركز حديثنا عن المحيط الذي كنت أعيشه وهو ولاية الخابورة الواقعة في محافظة شمال الباطنة الوحيدة التي تمد وتمول ولايات محافظة الظاهرة بالكثير من احتياجات السكان على اعتبارها مركزاً تجارياً مهما، وذلك بواسطة القوافل التي تمتد على طريق وادي الحواسنة، والمتمثل في: الأرز، والتوابل، والطحين، وغيرها من الاحتياجات اليومية. ويستورد تجار الولاية منهم ما هو موجود معهم كتمر الفرض وغيره من المنتجات الزراعية التي تزخر بها الظاهرة. لم تقتصر هذه القوافل على الظاهرة بل وصلت إلى البريمي، ولو جئنا على اسم الخابورة فهو اسم مشتق من الفعل (خَبَر) فكانت تنقل الأخبار إلى الأماكن التي تغطيها هذه القوافل، وتصل إليها بحكم موقعها الاستراتيجي وتوسطها في الباطنة. واستمر هذا الوضع من النشاط التجاري ما قبل السبعين والتجار متحفزين ويعملون على عقد الاتفاقيات مع التجار في مسقط وتوريد هذه المواد للخابورة عن طريق البحر؛ لأنها كانت الوسيلة الأجدر استخداماً في تلك الفترة الزمنية.

كانت الباطنة في الماضي سلة غذائية متكاملة، حيث كانت تنتج: الخضروات والفواكه والبسور وأعلاف الحيوانات، بسبب خصوبة التربة كثيرا، والمياه العذبة نتيجة استمرار وتواصل الأمطار من جهة، وقلة الاستنزاف من جهة أخرى، وكانت النخيل وافرة الثمار، وتشتهر الباطنة بشكل عام بنخلة أم السّلّا، والآن بدأت بالانقراض؛ بسبب المياه المالحة، وكان الليمون يصدّر إلى العراق بشكل عام، وكذلك إلى إيران، ويطلق عليه الليمون المسقطي أو الصحاري، وكان سوق دبي معتمد على الباطنة في توفير الخضراوات والفواكه الموسمية التي يتم نقلها بواسطة السيارات، كما كان التجار في ولاية صحم )المعروفين بأولاد حمزة( يشترون البسور والليمون من المزارعين بالباطنة، ويكون الحساب عن طريق تبادل البضائع مع نهاية كل عام.

 

كيف كانت حياتكم بجانب والدك الشيخ سلطان بن سيف الحوسني؟

كانت حياتي مع والدي حياة يملؤها الجد والعمل المتواصل، ففي عهد السلطان سعيد بن تيمور كنت أعمل مع والدي وملازم لشخصه في خدمة الحكومة بصورة عامة، والأخ هلال كان مع السلطان سعيد بن تيمور في صلالة، واستفدت من تجربتي وتواجدي بالقرب من والدي بشكل كبير في تكوين شخصيتي؛ لأن الوالد كان رجلا قياديا ورجلا عصاميا وحازما، فأخذت منه العلم والخبرة العملية والحياتية. كان والدي من المقربين مع السلطان سعيد بن تيمور وله مكانه خاصة معه .

 

حدثنا عن عُمان في عصر النهضة المباركة بقيادة جلالة السلطان قابوس  أعزه الله .

لمّا تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  حفظه الله ورعاه  الحكم في البلاد كانت عُمان في ظلام فلم تكن هناك طرق، ولا مدارس، ولا مستشفيات، ولا موانئ برية أو بحرية أو جوية، فقط يوجد مركز أسود، ومركز الخطم كمنافذ مع دولة الإمارات، إضافة إلى المدرسة السعيدية في مسقط وصلالة، ولم يكن التعليم فيها سوى لفئة معينة وبموافقة السلطان سعيد بن تيمور، والبنات محرومات من التعليم تماماً، وعندما قاد جلالة السلطان عمان دعا الجميع إلى لمِّ الشمل، وتوحيد الجهود، والعمل على تحسين الأوضاع الداخلية، وكانت الاستجابة واضحة من الجميع، وقد فتح البلاد على مصراعيها ونورها، وعمل المستحيل؛ لجعلها دولة عصرية، وبالفعل ما نشاهده اليوم أشبه بالحلم مع وجود كل ما نصبوا إليه من خدمات وتطور ملموس وظاهر للعيان .

 

نريد أن تصف لنا مشهد زيارة جلالة السلطان قابوس التاريخية للشيخ سلطان في ولاية الخابورة.

في بداية عصر النهضة المباركة زار جلالة السلطان ولاية السويق والتقينا بجلالته، وفي عام 1971 م ووجَّه الوالد دعوة لجلالة السلطان لزيارته في ولاية الخابورة، واذكر بأنني ذهبت إلى مسقط والتقيت بالمرافق المقدم سعيد بن سالم الوهيبي قبل توليه منصب وزير الديوان، وأخبرته عن دعوة الوالد لجلالة السلطان للزيارة، وأبلغ جلالته فع ا، وقام الوهيبي بالرد عليّ في نفس اليوم بتحديد تاريخ الزيارة، وكان قبل رمضان بأيام قصيرة، وبالفعل تفضل جلالته بقبول الدعوة برفقة صاحب السمو السيد ثويني بن شهاب، والسيد حمد بن حمود البوسعيدي، وهي من الزيارات التاريخية التي نفتخر بها كثيراً ولايمكن لنا نسيانها أبداً، والوالد استدعى الكثير من المشايخ والأعيان والمواطنين وجلسوا مع جلالته وتبادلوا الحديث معه.

 

حدثنا عن مسيرتك العملية وخدمة جلالة السلطان قابوس المعظم وحكومته الرشيدة.

عند تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد عيِّن الأخ هلال والي في عبري، وعينني نائباً له في عام 1971 م، ثم انتقلنا إلى نزوى في عام 1972 م، ثم استدعاني جلالة السلطان في مسقط وطلب مني التوجه إلى صلالة وعينني رئيس معسكر الحواسنة في عام 1973 م، وكانت بداية النهضة في تلك الفترة، فمكثت فيها سنتين تقريباً، ثم أرسلني جلالة السلطان إلى بريطانيا؛ لأخذ دورة في اللغة الإنجليزية لمدة سنة وكان ذلك أواخر عام 1974 م. في عام 1975 م وبعد عودتي من بريطانيا قابلت جلالة السلطان في قصر السيب وأمر بتعييني مديراً للمراسم وذلك بمرسوم سلطاني، وأذكر قلت لجلالة السلطان حينها بأنني لا أمتلك الخبرة في المراسم، وأنا حريص على رضاك وإرضاء ضيوفك، وأخاف من الوقوع في أي خطأ غير متعمد، فتبسم جلالته وطمأنني وقال: لا تخف ، اختر فريق العمل الذي سيكون معك؛ لأنه لا يمكن أن تعمل بمفردك، وبالفعل قمنا باختيار فريق العمل، وتم ابتعاثنا إلى القاهرة في القصر الجمهوري ، وتلقينا تدريب مكثف لمدة ثمانية أشهر، واستفدنا كثيراً منهم، بعد ذلك رجعنا إلى
السلطنة وباشرنا أعمالنا في المراسم، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى ودعم جلالة السلطان المتواصل تكوين قاعدة في العمل البروتوكولي، وصارت مراسم صاحب الجلالة من أفضل المراسم في الدول العربية ، وتلقت ولازالت تتلقى المراسم السلطانية الاشادة من ضيوف جلالته حفظه الله ، وأذكر عند زيارة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة للسلطنة استقبلها صاحب الجلالة في قصر الحصن بصلالة، وبعد أن قام أصحاب معالي الوزراء بالس ام عليها دخلت مع جلالته في قاعة استقبال كبار الضيوف، وكانوا بمفردهم وقبل استئذاني بالخروج قالت لجلالته: « زرت معظم الدول العربية فلم أجد مراسم استقبال مثل مراسمك الخاصة «. فتبسم صاحب
الجلالة بما سمعه منها، ونظر لي بعين الرضى. بعد ذلك ترقيت إلى مدير عام ثم إلى مرتبة وكيل وزارة، وكان في السابق يوجد للديوان نائبان للرئيس وكان في تلك الفترة السيد سيف بن حمد والسيد عبدالعزيز بن سعود، وكانا يتناوبان بين مسقط وصلالة، وبعد فترة تم نقلي بدلاً من السيد سيف بن حمد، وتم تعين السيد سيف بدلاً مني، وبعدها بفترة توليت منصب رئيس بلدية مسقط في عام 1985 م وعملت هناك. في عام 1990 م رجعت مرة أخرى إلى الديوان كمستشار، وبعدها رئيس الشؤون الإدارية حتى تقاعدت في عام 2008 م، وبعدها تشرفت بالحصول من لدن جلالة السلطان على مرتبة وزير وتعييني عضواً بمجلس الدولة، ومكثت فيه لدورة كاملة ومن ثم قدمت اعتذاري لظروف خاصة.

 

كونك عملت بالقرب من جلالة السلطان قابوس نريد أن نتعرف على العمل مع جلالته خصوصاً في بداية النهضة.

كانت تلك الفترة مع بداية النهضة والعمل فيها متواصل ويكاد جلالته لاينام أبداً؛ بسبب الأعمال المتواصلة واستقبال وتوديع الضيوف وغيرها من الأعمال التي تهم الب اد، وتتعلق بالشعب بصورة مباشرة، فكان صاحب الجلالة وما يزال هو المخطط وهو المنفذ وهو على رأس العمل ويشرف عليه بشكل مباشر لكل صغيرة وكبيرة، وكانت معنا الإجازة الأسبوعية فقط يوم الجمعة، أما جلالته فلم يعرف الراحة فالعمل لديه في أي وقت وتحت أي ظرف، و يعمل بصمت ويحب الهدوء أثناء العمل ولا يحب الضجيج، حتى الجانب الإعلامي لا يرغب فيه أثناء عمله إنما يجعل العمل هو من يتكلم عن نفسه، وهذه سياسته منذ توليه مقاليد الحكم، وحتى اليوم ونحن تعلمنا منه هذا الأمر فسياسته حكيمة.

فمث اً قضية السلاح النووي في إيران لولا تدخل جلالته وحكمته وسياسته الراسخة لكان الوضع اليوم سيء من جراء الحرب المحتمة التي ستقع، ونحن أول المتأثرين من ذلك وسندفع الثمن غالياً، حيث عمل جلالته وتعامل مع هذا الملف بكل هدوء وحكمة وسهل الأمور بعد أن وصلت إلى مراحل معقدة وصعبة إلى أن وصل الأمر إلى وجود توافق وحلول سلمية ترضي جميع الأطراف ودون أن ينحاز لطرف دون آخر، وعلى الرغم من كبر هذا العمل وضخامته إلا أن جلالته  أيده الله  لم يسعى إلى الظهور إعلامي وإبراز ما قامت به السلطنة من جهود في هذا الجانب وكانت الوسائل الخارجية الأخرى هي من تحدثت عنه وأظهرته للعيان، وهذه مواقف نبيلة وعظيمة تسجل لجلالته.

وعلى ملف آخر نتعلم من حكمة جلالة السلطان قابوس المعظم  أبقاه الله  في اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر في عام 1978 م وتعليق عضويتها في جامعة الدول العربية، والموقف الذي اتخذته الدول العربية وتغيير سياستها مع مصر من مقاطعة وغيرها، إلا أن موقف جلالة السلطان كان مختلف تماماً فألقى جلالته خطاباً تاريخي دعا فيه إلى الحل السلمي، واستخدام الحكمة في التعامل مع الأمور التي لا يمكن للقوة أن تعمل على حلها، وتم عقد اجتماع للدول العربية في العراق ودون استدعاء السلطنة، حيث نظر للسلطنة بنظرة الخروج عن الصف العربي، وتم اتخاذ قرار نقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس، وتعيين الشاذلي القليبي أمين عام لها، وقال جلالة السلطان: « لا تقلقوا هذه فقاعة وحلها سيكون خلال أيام معدودة، وسترجع الأمور إلى مجراها الطبيعي «. مرت الأيام وإذا بالشاذلي القليبي يطلب مقابلة جلالة السلطان، وبالفعل جاء إلى السلطنة والتقى بجلالته، وحدث بينهم حوار تاريخي، وخرج بصورة مغايرة عن ما تم رسمها له عن السلطنة، وعند عودته قال لزعماء وقادة الدول العربية ما سمعته منكم مختلف تمام عن ما شاهدته من جلالة السلطان قابوس، فجلالته أحد أركان الدول العربية، ويجب التركيز عليه. بعد أيام رجعت الأمور كما كانت وأفضل، فهذا درس آخر من دروس الحكمة لجلالة السلطان، وهذه الدروس ممكن أن تدّرس في أرقى الجامعات العالمية؛ لما لها من فائدة عظيمة للجميع.

أيض هناك جانب مهم من جوانب سياسة جلالة السلطان فالجولات السامية في الولايات هذه كانت رغبة وقناعة من جلالته للالتقاء بأبناء شعبه في أماكن سكناهم بحضور الوزراء؛ من أجل الاستماع لهم، والتعرف عن قرب على احتياجاتهم في برلمان مفتوح وبدون قيود وخارج القصور، وهذا في حقيقة الأمر هو أسلوب حضاري، والذي يعيش مع جلالة السلطان كأنه يعيش في أرقى الجامعات، وأنا شخصياً تعلمت ونهلت المعرفة والدروس على يديه الكريمتين، فعندما تكون بالقرب من جلالة السلطان تتعلم منه الكثير وتستفيد الكثير، لا يبخل عليك بأي شيء فهو مدرسة، وأسلوب حديثه وتعامله مع الناس راقٍ جداً.

 

بعد هذه السنوات من العمل المتواصل في خدمة جلالة السلطان وحكومته ماهو شعورك الآن؟

ما أزال إلى اليوم أعتبر نفسي موظف في خدمة الوطن وجلالة السلطان، لأني عشت في كنفه سنوات طيبة، وتشرفت بخدمته، ولا أذكر أنني في يوم من الأيام طلبت منه أمراً سواء في المصلحة العامة أو الخاصة ولم يجبني فيه، وخلال فترة عملي معه لم يغضب أو يزعل عليّ أبداً، وهذا شي أفتخر به ولله الحمد، فأفضال جلالته لا تعد ولا تحصى، ومهما سعينا إلى ردِّ الجميل له فلن نوفيه حقه أبداً.

 

ماهي نظرتك للتراث العُماني بشكل عام سواء المادي أو غير المادي؟

أنا من الأشخاص الذين لديهم ميول وحب للتراث العماني الأصيل، وأشجع ترميم وإعادة بناء القلاع والحصون والأماكن الأثرية؛ لأنها تحكي تاريخ عمان المجيد، ويجب المحافظة عليها، وأحب زيارة القلاع والحصون. عمان لها تاريخ مجيد والمتتبع لتاريخ عمان يتعجب من هذا الأمر، فقد كانت عمان لها سيادة كبيرة وتاريخ ضارب في أعماق التاريخ وصولاتها وجولاتها البطولية يشهد لها الجميع، حيث تمكنت من إخراج الفرس من البصرة، وأبو شهر في إيران، كانت ولاية من الولايات العمانية وامتدت إمبراطوريتها إلى إفريقيا، وعندما كان العالم في عوز وضيق العيش كانت عمان في رغد العيش، وتمتلك قوة اقتصادية وعسكرية يضرب بها المثل، وعندي هواية للمعمار العماني وبالذات الق اع والحصون، وحب الجمال والخيل؛ لأنها من بين تراثنا العماني.

نمتلك حالي مجموعة من الجمال العمانية الأصيلة، والوالد - رحمه الله - كان يمتطى الخيل ويحبه كثيراً. واهتمام الحكومة الرشيدة بالخيل والهجن اهتمام كبير جداً، ولولا هذا الاهتمام لم يكن هناك اهتمام من المواطنين بالحفاظ على هذه الهوية، وهي رياضة يجب المحافظة عليها، والدليل على هذا الاهتمام الدعم المتواصل من لدن جلالة السلطان المعظم، وإقامة سباقات تحمل اسم جلالته دعماً وتشجيعاً لهذا الإرث الحضاري، كما أن المشاركات الخارجية للخيول والهجن العمانية أصبح لها صدى واسع، وتحصد العديد من المراكز المتقدمة، كما أن الهجن العمانية انتشرت في جميع دول الخليج وتسمى إلى اليوم «العمانيات » في بعض الدول الخليجية الشقيقة.

 

نشاهد العديد من الأوسمة وشهادات الشكر والثناء التي حزت عليها خ ال مسيرتك العملية، ماذا تعني لك هذه الأوسمة والشهادات؟

لله الحمد حصلت على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من داخل السلطنة وخارجها، وهذا مصدر فخر واعتزاز لي، وهي الحصيلة التي أحرص على المحافظة عليها، وهي الذكرى التي حملها العمل الجاد والمتواصل في سبيل خدمة الوطن.

 


ماهو رأيكم في مجلة أصايل كونها مجلة متخصصة في مجال الفروسية والهجن والتراث؟

مجلة أصايل من المج ات الراقية والرائعة، والتي تضم في طياتها العديد من المواضيع المتنوعة، والتي تُعنى بجوانب مهمة في حياة الإنسان العماني، وهي كنز من كنوز المعرفة للأجيال الحالية والقادمة كونها تعمل على توثيق جملة متفردة من المواضيع، وحقيقة أشكر القائمين عليها، وأسأل الله تعالى لهم التوفيق والسداد والنجاح.