مقابلات

التاريخ: 2018-05-01
عطور ريدان

عطور ريدان 

اللبان العُماني من وادي حوجر بظفار إلى السوق العالمية للعطر

ريدان علامة تجارية عُمانية في عالم العطور تحوز الثقة العالمية

يحيى الزدجالي: المنتج وصل إلى المقام السامي، وحاز على استحسان جلالته وهذا وسام فخر على صدري

نبعت الفكرة من شيء قيّم وثمين، وهو من زمن قديم يحمل في طياته رنة وطنين، إنه اللبان العُماني وتحديداً اللبان الحوجري الذي يشتهر به وادي حوجر بمحافظة ظفار، ليرتبط الاسم فيما بعد بها من خلال الاسم المعروف في عالم العطور ( ريدان RAYDAN ) وهو إحدى الأسماء التي سميت به محافظة ظفار قديماً عاصمة مملكة حمير 115 ق.م  525 ق.م، لم يكن تحقيق الحلم الذي بدأ يراود يحيى بن محمد بن صومار الزدجالي مدير شركة الزمردة بالأمر الهين والسهل ولكن الحب والشغف في هذا المجال والعزيمة والإصرار لتحقيق الطموح أمران جعلا من الصعب سهلاً ومن المستحيل ممكناً، الكثير من التحديات واجهته ولكن العزيمة كانت حاضرة معه لتعزز من موقفه حتى وصل إلى هدفه المنشود بصبغة عُمانية ناصعة ذات جودة عالية، (أصايل) زارت معمله الكائن بمنطقة روي بمحافظة مسقط وتعرفت تفاصيل قصته المشوقة، واستشرقت همته الوقادة نحو مواصلة النجاح من خلال بذل المزيد من الجد والاجتهاد ليكون ( ريدان RAYDAN ) ماركة عالمية بصبغة عُمانية.

 

*نود أن نتعرف على بداية فكرة تصنيع العطور؟

بالاشجار والحدائق وما شابه، وبعد التقاعد فكرت في عمل شيء يشغلني وأقضي فيه وقتي بما يعود بالنفع والفائدة لوطني ولذاتي، فكانت الفكرة في عمل بحث عن شجرة اللبان هذه الشجرة العظيمة والتي تحمل أسرارا كبيرة، ولانه لم يكن هناك بحوث كافية عن هذه الشجرة ولا كتابات كثيرة عنها وبالفعل تمكنت من إنجاز البحث وخرجت بكتاب متواضع وبشكل مبسط عن شجرة اللبان واسميته (كتاب اللبان العُماني أسطورة التاريخ والتراث) وفي هذا الصدد أشكر جميع من ساندني وشجعني على إنجاز هذا الكتاب وأخص بالشكر معالي الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وهي أيضاً شرفتني بالمشاركة بكلمة خاصة في هذا الكتاب، بعدها ولله الحمد وجد الكتاب استحسان الكثير من المسؤولين بالدولة، وشجعوني على المبادرة في صناعة عطر مستخلص من اللبان، ولكن التحدي كان أكبر من المتوقع، إذ أن لكل زهرة أو شجرة عطرية مواصفات في التصنيع، إلا أن اللبان لم يكن له أي وصفة ولعمل الوصفة يجب أن تكون هناك أبحاث وتجارب وتعاون مع خبراء في مجال العطور، فكان العمل متواصلا للبحث عن التركيبة والوصفة الخاصة بمعايير ومقاييس اللبان حتى نجحتُ في ذلك بواسطة التعامل مع بيت الخبرة في فرنسا، فالمرحلة الأولى كانت من خلال الصناعة الأولية بتقطير اللبان، ومن ثم تأتي الصناعة التحويلية كمرحلة ثانية، والتي تكمن في تحديد الاستخدام كدواء أو عطر أو شراب، إذ تم اجتياز هذه المرحلة بنجاح، وخرج المنتج بأبهى حلله وقدمته بعد اعتماده من وزارة التجارة والصناعة، وقد نال رضى واستحسان الجميع بفضل الله سبحانه وتعالى.

 

*متى بدأت الانتاج الفعلي للعطور؟ وماهي الصعوبات التي واجهتها؟

الانتاج الفعلي كان من افتتاح المعرض عام 2008 م أي قبل عشر سنوات، وقد لقيت الكثير من التشجيع المعنوي من قبل الأصدقاء وأيضاً كبار المسؤولين بالدولة من خلال اقتناء المنتج وشرائه، ولله الحمد لأن مصدرنا الرئيسي في صناعة العطر تعتمد على اللبان وأعني هنا اللبان الحوجري المعروف، الصعوبات التي واجهتني تتمثل في الأمور المالية لانشاء معمل خاص بهذا المشروع، ولكن تمكنت من طرق باب بنك التنمية العماني، والذي قام مشكوراً بتمويل المشروع على مرحلتين الأولى عند التأسيس والثانية عند التطوير فقد وقف البنك معي بشكل كبير ومتواصل وسريع في نفس الوقت.

 

*ماذا تشكل لك البيئة العمانية من حيث تنوعها وما تقدمه من زهور عطرية؟

البيئة العمانية متفردة بما تحتويه من تنوع في الأزهار البرية التي تعتبر مصدرا مهما لإنتاج العطور، وهي أيضاً ذات قيمة وجودة عالية، على اعتبار أن السلطنة ذات مناخ متنوع، وهذا كنز ثمين نفتخر به جميعاً، كما أن معظم العطور المتوافرة في الأسواق هي متشابهة؛لأنه يتم استخدام نفس الزهور دون أي تجديد، ومعي توجه وأمنيّة خلال الفترة القادمة للاستفادة من الزهور العمانية التي تزخر بها أودية وسهول السلطنة في صناعة عطور مميزة ومتفردة من خلال تقطيرها، وأيضا بوجود طاقم عمل متكامل يدير ويشرف على هذا العمل.

 

*حدثنا عن خطة توسع انتشار المنتج؟

لله الحمد الإقبال على اقتناء المنتج فاق كل التوقعات وبشكل كبير، وذلك لسببين رئيسيين الأول جودة المنتج والثاني القيمة المناسبة، حيث كان توزيع المنتج في منفذ بيع واحد صغير بمسقط ومن ثم بدأنا في التوسع من خلال إضافة مجموعة منافذ تسوق، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وزعنا وكالات رسمية في كل من الكويت والسعودية وقطر وقريباً في البحرين والإمارات، كما يوجد لدينا عدد 6 منافذ بيع في كل من شنجريلا ودار الأوبرا السلطانية وجاردنز مول بصلالة وبريق الشاطئ وقريبا في العريمي بولي بارد، كما ننتج إلى جانب العطور عددا من المستلزمات الأخرى الخاصة بالفنادق.

 

*نريد أن نتعرف على سر نجاحك في صناعة العطور؟

لا أخفي أي سر وأوراقي مكشوفة للجميع فأنا صريح بطبعي، وسر نجاح أي عمل تجاري يتمثل في الرغبة في العمل، فإن وجدت سيكون هناك عمل دؤوب، وبعدها يمكن التفكير في الربح المادي، ومن ثم يتحقق الرقي والإبداع والوصول إلى الهدف المنشود بإذن الله تعالى، كما أن الجودة في المنتج لها دور في الرقي بمستواه، ونحن حريصين على استخدام المواصفات الأوروبية والكندية والأمريكية، على اعتبار أن السوق العالمية للعطور سوق قوية، وهناك شركات تأسست منذ أكثر من 200 سنة فأنت أمام هذه الشركات ماذا عساك أن تفعل كشركة حديثة، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى تمكنا من إثبات وجودنا في السوق من خلال جودة المنتج وسعره المناسب وأيضاً العبوات الراقية التي توضع فيه وكذلك العلب الفاخرة التي يحتويها، فالعين هي الأداة الأولى للتعرف على الأشياء عن طريق البصر قبل حاسة الشم، ومن ثم المحتوى الخاص بالمنتج، فالكثير من العملاء يفضلون المنتج المكون من المواد الطبيعية ويشترطون في بعض الأحيان هذا الأمر لاقتناء المنتج، فيتثبت منه وبعدها يعاود العميل للشراء من المنتج مرة أخرى.

 

*صناعة العطور أصبحت رائجة في السلطنة بفضل وجود شركات معروفة في السوق العالمية ماذا تقول عنها؟

بالفعل معنا في السلطنة شركات لها سمعة طيبة تعمل في مجال صناعة العطور كشركة (أمواج) هذه الشركة التي أعتبرها مدرسة وأفتخر بها فهي من وضعت اسم السلطنة مميزاً في عالم صناعة العطور؛ لأنها شركة عريقة وقديمة وأمنيتي أن أصل إلى مستوى شركة أمواج مستقبلاً؛ لأنهم هم من فتحوا لنا الباب لمعرفة عُمان كبلد مصنع ومصدر للعطور.

 

*ماهو الشيء الذي تفتخر به في صناعة عطر (ريدان) ؟

أفتخر به كمنتج عماني يحمل مواصفات عالمية، وحائز على ثقة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، وفخري الكبير والعظيم هو أن هذا المنتج وصل إلى المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  حفظه الله ورعاه  ومن بينها أول عطر أنتجناه وهو عطر اللبان، ولله الحمد حاز على استحسان جلالته  أبقاه الله  وقد أكرمني وأجزل في إكرامي، وهذا وسام فخر وشرف واعتزاز على صدري، كما أن منتجات (ريدان) تخضع للفحص المخبري للمقاييس والمعايير المعتمدة بوزارة التجارة والصناعة قبل أن يتم اعتمادها للتصنيع والتوزيع، حيث يستغرق صناعة العطر من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.

 

*نلاحظ وجود مسميات غريبة على العطور التي تنتجها (ريدان) فما هو مصدرها؟

المسميات الخاصة بالعطور هي منتقاة بعناية ودقة متناهية فهي مسميات قديمة من البيئة العمانية كمثال على ذلك (سياجروس) هذا الاسم أطلقه الإغريق على منطقة في ظفار وهي ملتقى قوافل اللبان، وكذلك (تايروس) اسم أطلقه الفينيقيون على ولاية صور، ونهدف من وضع هذه المسميات إلى إحياء تراث عمان العريق المليء بالعديد من الإنجازات المختلفة .

 

*ماهي الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها وتفتخر بها؟

حصلت على عدة شهادات تقدير ولكن الوسام الذي منحني إياه مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعطم  حفطه الله ورعاه  هو الذي أعتز وأفتخر به.

 


*ماهي المشاركات التي تواجدت فيها؟

شاركت بمؤتمر كوندي ناست العالمي للفخامة الذي استضافته السلطنة لأول مرة عام 2016 م بمنتحع شنجريلا بحضور أكثر من 500 شخصية من كبار المستثمرين ومسؤولي الشركات العالمية، حيث تشرفت بالتعرف على سوزي مانكيس رئيسة تحرير مجلة فوج العالمية المتخصصة في الموضة وأسلوب الحياة.

 


*هل يوجد من يهتم بصناعة العطور من أبنائك؟

ابنتي ديانا تهتم بصناعة العطور وقد قامت بصناعة عدد أربعة عطور تحت مسمى (ديانا صومار) وهي عطور نسائية لها ميزاتها، وتسعى إلى طرح العطورات التي تستجيب للذائقة النسائية وتلبي طلبها .

 


*هل من كلمة أخيرة؟

أتمنى أن نحقق ما نصبوا إليه من الحصول على ثقة أكبر في منتجاتنا العمانية والوصول إلى أكبر قدر من الأسواق العالمية، كما أشكر مجلة (أصايل) على هذا الحوار الطيب، وأتمنى للقائمين عليها التوفيق والنجاح؛ لأنها مجلة تراثية عريقة وتمثلنا، وهي جزء من التوثيق لتراث هذا البلد الأصيل.

 

لقراءة الموضوع كاملا يرجى تصفح العدد 49، من صفحة 82 - 87.