مقابلات

التاريخ: 2017-05-01
الشيخ شهاب بن حمد بن راشد البلوشي

حصاد العمر

"أصايل تحاور الشيخ شهاب بن حمد البلوشي"

* شغف بحب الهجن وغرد منشدا على ظهورها.
* تعلق بالخيل ومارس الرماية وكتب الشعر.
* راوي لما يقارب من ( 100 ) عام من الأحداث.
* آسرته الناقة ( حلوه ) وتعلق بها وب( حليوان ).

كُرِّم من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لروايته للتاريخ الشفهي، ولاحتفاظه بوثائق تاريخية، غرس حب الإرث الحضاري في نفوس أبنائه وأحفاده.

عندما تخاطب ذاكرة تتمتع بالأصالة والمعاصرة، يفوح من شذاها عبق تاريخ الماضي التليد والحاضر المجيد، فإننا أمام رجل حفظ التاريخ راويا، وتمسك بالإرث الحضاري فارسا وراميا، وشغف بحب الهجن مغردا ومنشدا على ظهورها؛ ليغرس حب الخيل والهجن والشعر الى أبنائه وأحفاده. أصايل تحاور في هذا العدد الشيخ شهاب بن حمد بن راشد البلوشي؛ ليروي لنا من ذاكرته الرصينة تاريخا مفعما بقرابة ال 100 عام من عمره.

 

شغف بالهجن

شغف الشيخ شهاب البلوشي بالهجن باعتبارها إرثا عمانيا أصيلا، فقال: كانت الهجن محل اهتمام الآباء والأجداد، وقد نهجنا النهج ذاته في عملية انتقاء السالات والحفاظ عليها، بجانب ما كان لها من أهمية في عملية تنقلنا من مكان لآخر، حيث إنها وسيلة التنقل التي تستخدم من قبل الجميع في ذلك الوقت.

 

حلوة وحليوان

حلوة وحليوان لهما مكانة خاصة لديه، وحكى لنا الشيخ قصتهما قائلا: لقد كان لدى والدي من النوق السمحات، ووعدني بأن يهب لي مولودها القادم، وأنجبت بكرة أسميتها (حلوة)، وهي من السالات العمانيات الأصائل، وأصبحت لها مكانة عظيمة في نفسي، وما تزال حتى الآن عالقة في القلب، ولا تغيب عن البال، وبعد سنين أنجبت لي (حليوان) صاحب الصيت الواسع في منطقتنا وما جاورها. وكثر بها قصائد التغرود والمرادات عليها .

 

قال الشيخ شهاب (طرش مرسال لصديقه حميد العفاري ومعه هالأبيات)

ياطارشي قم سير مني عاني
ع شد حلوه حلوة المقراني
عيل وفي ليلة غدا تضواني
راعي اليربيا لو بخير ألفاني
الخبر بتييبه وباتصفاني
يعل الحير يمحل ويازم فاني
من يوم شد حميد م الودياني
ريعت م الشومه ولاحاياني
وتمن دموع العين ع الأيفاني
كله سبب الهموم والأحزاني

 


علاقته بالشعر
يسرد لنا الشيخ علاقته بالشعر قائلا: علاقتنا بالهجن
والأشعار التي تنشد وتغنى على ظهورها من تغرود
وهمبل علاقة متينة، فقد كانت الأشعار نديما لنا
في سفرنا ومراساتنا، ونتسامر بها فيما بيننا من
حيث المرادات. ولقد كتبت التغرود ونظمت الكثير،
وكانت هناك مساجلات كثيرة كان للناقة حلوة
نصيب منها.

 

ورد الطارش :

شديت حلوه حلوه اليهيالي
والبدو لي منهم شهاب تسالي
كلهم بخير وبنعمه وسهالي
وحميد مشطوط ووحيد خالي
واحد عنده لي يسد التالي
ولابد مايزورك على كل حالي

 

ولقد دون أبنائي بعضا من أشعاري، وبعض منها نسيته مع توالي الأيام.

 

حليوان

حليوان من الهجن التي لا تغيب عن ذاكرة الشيخ شهاب البلوشي حيث اشتهر بقوته وسباقاته التي لم يهزم فيه ، وهو من مواليد أفضل ناقة وأحبها إلى قلبه ونفسه ( حلوة )، وقد لاقى عناية وتربية خاصة، ويقول الشيخ: امتطيته شخصيا وكان فارعا ذو هيبة، وبعد أن كبر ذاع صيته واشتهر، وأصبح هو الآخر محل اهتمام الكثيرين من الشعراء.

وقد قدمته هدية للملك عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين -رحمه الله -؛ لما تربطني به من علاقة أخوه كبيرة، فذهب حليوان إلى مملكة البحرين قبل أن نحتفظ بشي من نسله وإنتاجه، ولقد ذاع صيته في مملكة البحرين، وواصل إنجازاته هناك، وحينما كنت أزور الملك عيسى - رحمه الله - كان كثير الحديث عن إنجازات حليوان.

 

هجان متمرس

يقول الشيخ شهاب البلوشي: كنت أمتطي الهجن بتمرّس وفن، حيث إنني تميزت في فترة الشباب بعشقي الكبير لهذا الكائن، وكانت الهجن هي الأقرب إلي، ومن القصص المشهورة أَمْرُ السلطان سعيد بن تيمور - رحمه الله - السيد أحمد بن إبراهيم ناظر الداخلية للذهاب إلى البريمي، ويرافقه عدد من شيوخ القبائل، وكان والدي برفقته، وأنا برفقة والدي، وكنا نركض العرضة في كل موقع ينزل فيه الركب، ومن جمال الأشواط التي كنت أقدمها فإن السيد أحمد بن إبراهيم كان يأمر أن أقوم بإعادة الشوط بين الوقت والآخر.

 

أشهر النوق

في ذاكرة الشيخ شهاب البلوشي أسماء عدد من النوق الأصائل، من بينها ( الرهيفة ) و( سمحة ) إلا أن ( حلوة ) لا تغيب عن باله أبدا .

 


غرس الإرث الحضاري

قال الشيخ شهاب: أبنائي تعلقوا بالهجن وامتطوها وامتلكوها، وشاركوا في طفولتهم في السباقات، واليوم يمتلك كل واحد منهم عددا من الهجن الأصائل، أما أحفادي انتهجوا ذات النهج من آبائهم وأجدادهم فمنهم من امتطى الإبل وتعلق بها وامتلكها، ومنهم من تعلق بالخيل وامتطاها وامتلكها، وكل منهم اجتهد وتميز، وأنا فخور بالنتائج التي حققوها في مختلف مشاركاتهم.

 


علاقته بالخيل

سرد لنا الشيخ علاقته بالخيل فقال: كانت محل اهتمام كبير في المنطقة، وكانت تكمل النصف الآخر من اهتمامنا بالهجن. ووالدي - رحمة الله عليه - كان يمتلك فرسا شهباء اللون.)

ولقد امتطيت الخيل، وكان التنافس كبيرا في سباقات العرضة في الكثير من المناسبات، سواء أيام الأعياد وأيام الأفراح أثناء الزواج وفي المناسبات الوطنية .

 

اهتمام كبير بالخيل

يقول الشيخ شهاب البلوشي: في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تضاعف الاهتمام بالخيل، فلقد أنعم على هذه الرياضة بمكرمات سخية، الأمر الذي شجع المهتمين بها في السلطنة على الاهتمام بها أكثر، فلقد أهتم أولادي وأحفادي بهذا الموروث، ودعمناهم حتى أصبحوا يمتلكون المعرفة؛ لمواكبة تقنيات هذا العصر الحديث، من حيث انتقاء السالات العربية المعروفة على مستوى العالم، وأيضا انتقاء الدماء للإنتاج.

 

ركض العرضة
تحدث الشيخ عن ركض العرضة قائلا: ركض العرضة
موروث عماني أصيل، كنا سابقا نقيم ركض العرضة
وسط البلد بحضور جميع الأهالي، واليوم أيضا نرى
رعاية خاصة لهذه الرياضة من قبل الاتحاد العماني
للفروسية، والذي نتمنى أن يوسع هذا الدعم حتى
نربط الجيل الحالي برياضة أجداده.

 


مربط عبري

إن الدعم الذي يقدمه مولانا جلالة السلطان - أبقاه الله - من خال توجيهاته السامية الكريمة بإقامة سباقات للخيل، ينظمها نادي سباق الخيل السلطاني، وأيضا من وزارة الشؤون الرياضية ممثلة بالاتحاد العماني للفروسية يجعل من كل مالك خيل يهتم في تحسين وتطوير الإنتاج؛ للظهور بالمستوى الأمثل. وهنا أتحدث عن أبنائي وأحفادي الذي أوصلوا مربط عبري الذي نمتلكه للمستوى المشرف من خال النتائج المتقدمة التي حققتها خيول المربط، في مختلف مشاركاتها في سباقات الخيل ورياضات الفروسية، فالمربط له الكثير من النتائج في سباقات الخيل، والتي كانت تقام في الولايات، على سبيل المثال (الرائع) حصان لم يهزم أبدا، و(حصن المازم) كانت له مشاركات مشرفة،(افتخار) و (المأمورة) وأيضا (الذخيرة) جميعها خيول مميزة حققت نتائج متقدمة، واليوم أيضا يمتلك المربط عددا من الخيول الجيدة، متمنيا من أبنائي وأحفادي مواصلة الاهتمام بالخيل، وأن ينتهجوا نهج أجدادهم وأبائهم .

 

الفارس الرامي

تحدث الشيخ عن علاقته بالرماية قائلا: مارست الرماية بشغف كبير، وكنا نخرج للصيد، وفي أوقات نقوم بالتصويب نحو الأهداف التي نعدها مع الأخوة والأصدقاء.

 

تكريم

أثنى الشيخ شهاب البلوشي على الجهود الكبيرة التي تبذلها هيثة الوثائق والمحفوظات الوطنية؛ من أجل توثيق تاريخ السلطنة وحفظه من الاندثار، ولقد كرمت الهيئة الشيخ شهاب البلوشي مرتين: التكريم الأول لرواية التاريخ الشفهي، حيث قال: قام المختصون بالهيئة بزيارتي لقراءة مشاهد التاريخ التي عاصرناها، سواء أكان ذلك الذي جمعنا بالسلطان تيمور بن فيصل، والسلطان سعيد بن تيمور رحمة الله عليهما، والتكريم الثاني لملاك الوثائق الخاصة الذين بادروا بتسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة.

 

لقراءة الموضوع كاملا يؤجى تصفح العدد 45، من صفحة 86 - 91.