مقابلات

التاريخ: 2015-11-01
الوالد صالح بن سعيد الكيومي

حصاد العمر..

ثمانون عاماً من العلاقة الحميمة مع الإبل..

الوالد صالح بن سعيد الكيومي يستعرض تربية الهجن ويقارن سباقات العَرضة بين القديم والحديث

• صالح الكيومي:
• بدأت علاقتي بالإبل منذ عمر السادسة واعتزلتها قبل عشر سنين للظروف الصحية.
• لسباقات العَرضة اهتمام كبير ووقع خاص في القديم، وقد اختلفت الممارسات في الوقت الراهن!
• جُلُّ الاهتمام بالإبل قديما يتمثل في التجارة والترحال وسباقات العَرضة.
• تولي الحكومة الرشيدة اهتماما بالغا بالإبل وعلى الأجيال المحافظة على تراث الأجداد والاهتمام بالإبل .

 

• سعادة سعيد بن صالح الكيومي:
• يمتلك والدي ذاكرة مليئة بالأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو محب للإبل وسباقات العَرضة لأهميتها الاجتماعية والاقتصادية.
• يجب التعاون والتكاتف من أجل إحياء تراث الأجداد وماضيهم العريق وغرس القيم النبيلة ومحبة الإبل لدى النشء.
• أقمنا سباقات سنوية للعَرضة بالسويق وواجهنا تحديات كبيرة واختلاف عن الماضي.
• القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة تُحفز على الاهتمام بالإبل وترصد وتنقل الواقع.

 

عندما يبدأ الحديث حول الإبل وعلاقة الإنسان العماني بها في الماضي والحاضر فإن الحديث يكون ذا شجون ويكاد لا ينتهي! وعندما تبدأ الأنامل في رسم صورته الشائقة فإن مجرد النقل لا يوفي؛ فسَبْرُ أغوار الذاكرة التي نقشت ذاك التراث الخالد يتطلب الرجوع إلى أعماق التاريخ العماني الأصيل وما شهدها من أحداث على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإقليمية وغيرها الكثير. ومما (قد) يغفله - بعض - الأبناء من الأجيال الحديثة واللاحقة هو استقاء الخبرات المكنونة لدى كِبار السِّن ممن نَهلوا من مَعين الحياة وعاصروا حِقَبا من الزمن أهّلتْهم ليكونوا مراجعَ ومصادرَ قَيّمةٍ.

 

تلتقي (أصايل) برجل أحبَّ الإبل ومارس الحياة معها منذ نعومة أظافره وهو في السادسة من عمره في زمن اتسم بصعوبة العيش وقسوة الطبيعة التي صنعت جيا عشق الحياة بتفاصيلها القديمة وأَلِفَ الدّار وأخلص لوطنه مما أهّلَهُ للبقاء والاستمرارية والإنتاج والإجادة والإبداع. صالح بن سعيد بن نجيم بن خميس بن عِليّ بن مبارك بن سالم بن سيف بن علي بن سعيد الكيومي من سكان قرية البداية بولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة رجل أمضى حياته في حب العمل والاجتهاد لتوفير أساسيات الحياة منذ
منتصف القرن الماضي عشق البادية وتراثها وعاش حياة اجتماعية كريمة واتصل بالهجن وتربيتها لقرابة الثمانين عاما حافلة بالكفاح والنجاح. ويُشاركنا الحوار بمداخلاته القيّمة التي تنم عن خبرة حياة وذاكرة مليئة بالأحداث التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولده سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان في المزرعة التي احتضنت أصائل الإبل في رقعة خضراء بقرية البداية ؛ حيث حَوتْ تلكم (العزبة) من الهجن والبكار والحواشي ما يسر الناظرين ويبهج الزائرين ويُؤمِّل محبيها بمستقبل واعد.

 

ذاكرة غنية
يروي صالح بن سعيد الكيومي أحداثا جِساما في السنوات الغابرة تَنمُّ عن تملُّكِهِ لذاكرةٍ فذّةٍ استطاع من خلالها أن يشبع نَهَم سامعيه ممن تاقتْ نفوسهم لمعرفة الماضي التليد الذي عاشه الأجداد لا سيما وأن أنماط الحياة اختلفت عما كانت عليه في العهد القديم. يقول صالح الكيومي: تضم الذاكرة الكثير من الذكريات وتفاصيل الحياة القديمة وأذكر من الحروب والمعارك الخارجية والداخلية الكثير والاضطرابات بين القبائل والناس والقرى قديما حيث لم تكن الأوضاع السياسية مستقرة كثيرا قبل عهد النهضة ، وتمكن العمانيون بفضل الله من تحدي الأوضاع الصعبة إبان الحروب العالمية والاضطرابات الخارجية والداخلية ؛ فقد شهدنا فترات عصيبة انقطعت فيها المؤن الغذائية كالأرز (العيش) الذي يعتمد عليه العمانيون في مأكولاتهم ، والقهوة العمانية وشهدت تلك الفترة ارتفاعا في الأسعار في حين كان الكثير من الناس لا يملكون من الأموال سوى ما يؤمن لهم قوت يومهم.

 

الغرقة
ومن الظروف التي عايشها العمانيون قبل النهضة والتي لا تكاد تغيب عن ذاكرة من شهدها حادثة «الغرقة » وهي الأمطار الغزيرة التي أتت عام 1335 ه وخلفت الكثير من الخسائر في المزروعات والمساكن ؛ حيث كان الناس حينها يسكنون في بيوت وغرف من أشجار النخيل والدعون والزور والسعف والخيام كخيمة (دكي) وهي من الدعون وتبنى على شكل هرم وتغطى بالسمة التي صنعت بسعف النخيل ، كذلك وخيمة القصايب التي تصنع من نبات القصب، والتي لم تستحمل تلك الأمطار .

 


نمط الحياة
يتحدث الكيومي واصفا نمط واسلوب الحياة في فترة ما قبل النهضة فيقول: جُبل العمانيون على حب الوطن ، وربوا أبنائهم على حب العمل والتمسك بالعادات الأصيلة والقيم الاجتماعية والأخاق النبيلة ، كانوا ومازالوا يتعاونون ويتكاتفون في السراء والضراء. يضيف : اعتمدنا على الزراعة كالنخيل والأعاف والبر والحنطة والشعير والحمضيات والثوم والبصل وغيرها الكثير، وعلى تربية الحيوانات كالأغنام العمانية والهجن الأصيلة واستخدمناها في الطعام والغذاء والتنقل والبيع والشراء. كانت الأمطار سابقا كثيرة ومستمرة لذلك انتشرت الزراعة والتي أساسها النخلة الكريمة التي تجود بخيراتها ويستفاد من ثمارها صيفا وشتاء؛ منها يقتات الناس وعليها يعيشون ومن خيراتها يتزوجون ويربون أولادهم ، ومن لا يملك النخيل أو الزراعة يعمل (بيدارا) عند صاحب المزرعة وله 12 جراب من التمر ونعال ودشداشة.

يضيف : كنا نحفظ التمر في (الجنز) الذي يبنى بالطين حتى نقتات عليه في الشتاء، كذلك ونحفظ العسل في الخرس، وكنا نبرد الماء في الجحلة والسعن وجلود الحيوانات، كما نحفظ الطعام بتجفيفه بالشمس أو بالملح وبعض البهارات وقد يعمل شرائح ثم يخزن ومنه ما يطبخ ويحفظ. كلها أساليب مكنتنا من الاستمرار في الحياة وتطويع البيئة المحيطة بشتى الوسائل.

وعن الأمراض وعلاجها قال: قد تحدث أمراضا وتنتشر أحيانا ونظرا لعدم توفر المستشفيات اعتمد العمانيون على التداوي بالأعشاب والنباتات الطبيعية كالخيْل وسركة صالح والمر والعسل الطبيعي والسمن والحليب وغيرها، إضافة للوسم والحجامة.

 

رحلة طلب الرزق
وعن رحلته في طلب الرزق يقول : تزوجتُ ب( 100 ) قرش وواصلت تربيتي للإبل وسباقات العرضة والإعداد والتنظيم لها وإقامتها، ثم سافرت للعمل في البحرين وعملت في الإنشاءات والبناء لمدة 19 شهرا، ثم عدت إلى وطني الغالي ومكثت خمس سنين ثم سافرت مرة أخرى إلى الكويت، كما عملت في مدينة العين كذلك . عدت بعدها إلى الوطن ، وعندما تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله وأبقاه - زمام القيادة وأحدث نقلة نوعية وتغيير جذري عم مختلف نواحي الحياه ، ووعد ببناء عمان والعمل على راحة المواطن وأوفى بوعده وها نحن اليوم بعد 45 عاما من النهضة المباركة تحت قيادته الحكيمه نرى التنمية الشاملة والمستدامة في كافة ربوع وطننا الغالي عمان ، وهي نعمة وجب على الجميع أن شكرها والمحافظة عليها .

 

عادات وتقاليد
نُعرِّج قليا على بعض العادات والتقاليد الأصيلة التي ميزت التراث العماني الموغل في القِدم، منها ما انقرض ومنها ما بقي شامخا في وجه الزمان وتقلباته. يبدأ الحديث حول التعلم ومجالسة أهل العلم حيث يقول صالح الكيومي: لم تكن المدارس موجودة قبل عصر النهضة المباركة ولكن التعلم الذي أساسه القرآن والقراءة والكتابة والحساب كان حاضرا في حلقات العلم في زوايا المساجد الطينية القديمة أو تحت أشجار الصبّار أو الغاف! تعلمنا على يد المْعَلّمْ سعيد بن ساعد اللباني تحت شجرة الغاف في الحارة القديمة، علّمنا في جماعات أساسيات قراءة القرآن الكريم وكتابة الأحرف الأبجدية (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) أو الألفبائية ( أ - ي )، كانت من العادات الأصيلة بعد أن ينتهي الشخص من قراءة جميع سور القرآن على يدي المعلم ما يسمى (الختمة) ومن الفرحة أن يقوم المتعلم بإعطاء المعلم هدية رمزية ووجبة غداء تقديرا له وعرفانا بالجميل. كذلك ويصبر المتعلم على الشدة وحتى الضرب من معلمه حتى أن الآباء يؤيدون ذلك بالمقولة المشهورة (سَلّم ا لعين) .

 

رَكْضَةُ/سباقات العَرْضَة
ومن العادات أيضا ركضة العرضة الشهيرة التي تمارس في الأعياد ووقت العصر وفي الأعراس وعند ختان الأطفال ولها أساسيات وشروط وهي تظاهرة اجتماعية وتراث خالد ليومنا هذا كما أنها تحظى بشعبية كبيرة ولها محبين كثيرين إضافة لفوائدها الرياضية والاقتصادية والاجتماعية. وهي موروث اجتماعي موغل في القِدم توارثته الأجيال وظلت محافظةً عليه حتى يومنا هذا - وإن اختلفت قليلا بعض الممارسات - تتمثل سباقات العرضة في اجتماع محبي الهجن ومشاهدة استعراض أصايل الإبل وهي تعدو مسرعة وعلى ظهرها (الراكب) حيث تنطلق ناقتين في نفس الوقت بعد )الزقرة( وهو صوت الإعلان عن الانطلاقة وهنا يكمن الانتباه وسرعة اليقظة حيث تضرب الناقة صوتين ل (تثور) عن الأرض فجأة وبسرعة. وتحظى سباقات العرضة باهتمام كبير ولها جمهور محب فيشهد السباق عدد كبير من المواطنين صغارا وكبارا ليتابعوا مباشرة أفضل وأجمل وأسرع الإبل.

 

الإبل : أجملها وطرق الاهتمام بها
وعن الإبل يتحدث : للإبل ألوان متعددة منها ما يميل إليه الناس أكثر من غيره كالحمراء والشقراء والسحمة والغزالية ، كما تُزين الناقة بالبداد والمحوي والشداد والغرضة والساحة والخرج والجاعد والخطام والبطان وقد ترش بالزعفران وغيره ذلك عدا الاهتمام بالمأكل والغذاء المناسب لها ك (القت) والسمن والعسل والمكسرات والحليب وغيره. كذلك ولأجزاء جسم الناقة مسميات عند العرب كالسنام والسعدان والخف وغيره الكثير، إضافة لأوصافها التي تميزها عن غيرها والوشم كذلك. هذا وتهتم الحكومة الرشيدة بتوجيهات جلالة السلطان قائد الباد المفدى - حفظه الله ورعاه - بالهجن الأصيلة وتقيم السباقات السنوية وتدعم ماك الإبل ومربيها كما تتيح (المناخ) سنويا لعدة أشهر للجميع.

 

العرضة بين ماض وحاضر
يعشق صالح بن سعيد الكيومي سباقات العرضة؛ فقد أَلِفَها وأحبها مُذ كان طفلا وشبّ بالعلاقة معها وفي تربيتها والاهتمام بها فكانت الناقة في الوطن والسفر في الحِّل والتِرْحِال فثمة علاقة حميمة تربط الإنسان العماني بالناقة الأصيلة منذ القِدم منها تغذى وعليها تاجر ومارس الرزق وعلى ظهرها شارك في السباقات تكاد لا تخلو عبارة أو موقف أثناء حوارنا إلا ويُعرِّج فيه صالح الكيومي إلى الحديث عن سباقات العرضة وكيفيتها وممارستها وأساسياتها وشروطها والعادات والتقاليد التي تمارس من أجلها وتمارس معها وإنْ دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على حبّه الشديد وولعه بها. فيقول: ركضة العرضة موروث اجتماعي أصيل موغل في القِدم ورثناه عن آبائنا الذين ورثوه عن الأجداد كما نورثه الأبناء والأجيال المتعاقبة؛ فلا ينبغي أنْ يضمحل أو أنْ يَفتُرَ موروث مثله.

 

مركاض العرضة
وعن «المركاض/الميدان » وهو مكان إقامة سباقات العرضة فقال: لم يكن كما نراه اليوم فقد كانت تُخططُ معالم المركاض بجزء من شجرة تسحب على الأرض في خط مستقيم لتستدل بها الهجن في ركضها فحسب ولم تكن تخرج ناقة واحدة عن المسار المحدد إطلاقا ؛ وذلك يدل على أن الهجن في السابق كانت أكثر أدبا وتعليما نظرا للاهتمام الكبير الذي تحظى به إضافة إلى الممارسة الدائمة والمستمرة معها في المشي والركض والتجارة والتنقل وغيرها فلم تكن الناقة تنسى الأدبَ لحظةً واحدةً، أما اليوم فنرى المركاض وقد أقيمت على جانبيه تال من الرمل على شكل خندق وما زالت الإبل تخرج عنه وقد تقفز في المشاهدين إضافة لعدة حوادث متكررة كالاصطدام والقفز والسقوط وغيرها كما أن الراكب سابقا يرجع راكبا ولا يقود الناقة سيرا على الأقدام! كذلك في السابق يتبادل الأشخاص في ركوب الناقة فصاحب الناقة يركب ناقةً أخرى وهكذا، كذلك وكانت الناقة تُقبض قبل عشرة أيام من المركاض. هذا وقد كان المركاض في القديم قريبا من البيوت والمزارع والحارات، كما أن الناقة ترعى في كل مكان وتأكل من السدر والسمر والغاف وغيره كما تطعم بالأعاف والحليب والسمن والعسل، أما اليوم فلا نجد مكانا مناسبا لإقامة المركاض مثلا حتى أن الناقة تجد صعوبة في الرعي والتنقل وغيره بسبب كثرة العمران والمصانع والشركات ولم يتم تخصيص أماكن محددة لتربية الإبل وأماكن للرعي وغيره.

ويضيف الكيومي: ما يميز سباقات العرضة قديما النظام والدقة والتعاون والتآلف ومشاركة عدد كبير من الإبل في السباق الواحد ولا يتعدى شخص على آخر مع المحافظة على المسافة بين النوق في البداية وما خلفها، كذلك وتصدر إشارة الانطلاق من الشخص الذي يكون في جهة اليمين وتضرب الناقة سوطين فقط أثناء الانطلاقة الأولى ويجب الانتباه واليقضة وسرعة التحرك. حتى أنَّ هيئة الراكب أراها اليوم تختلف في طريقة جلوسه والإمساك بالخطام عن السابق. علما بأن الناقة في السابق تركض في الوضح الواحد أكثر من مرة وهو دليل على قوتها وتحملها وأنها كانت تتحرك كثيرا للتنقل والتجارة وغيرها، ولا يغادر أحد من المركاض حتى ينتهي ويصيح صاحب المركاض (عمار).

الكيومي الإبن : تعلمتُ حب الإبل وسباقات العرضة من والدي

ويشاركه الرأي ولده سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان فيقول: تعلمتُ حب الإبل وسباقات العرضة من والدي وما زلت أحافظ عليها وأقتني من الأصائل والسالات العمانية الطيبة. كذلك ونظّمنا عدة سباقات للمزاين ثم غيرنا إلى سباقات العرضة على مستويات عالية ومما يؤسف له وجدنا ممارسات خاطئة كثيرة من المشاركين وعدم الإلتزام بكثير من العادات والتقاليد العمانية الأصيلة والموغلة في القدم. علما بأن من فوائد ركضة العرضة الزينة والشهرة بقوة الناقة وسالتها إضافة إلى أنه موروث اجتماعي أصيل والحفاظ عليه واجب وطني ويتحقق ذلك بالرجوع إلى الأساسيات والأخلاقيات والعادات والتقاليد السابقة، لا سيما وتضييق الفجوة بين القديم والحاضر.

وعن سالات الإبل وأفضلها التي اقتناها قديما قال صالح الكيومي: منها الزّوّالة بنت البترة، وسمحة من ديار سعيد بن هويدل القريني التي اشتريتها ب ( 210 ) قرش، والغزيّلة، وبنت خريبيش التي اشتريتها ب ( 54 ) قرشا وغيرها. وربما أذكر أن أعلا سعر بيعت به الناقة كان ( 400 ) قرش فحسب، وقد كنت أشتري الإبل وأربيها وأطعمها ثم أبيعها، كما أنني كنت أعمل على تأديب الإبل لمدة شهرين لكل ناقة فقط وهي في سن (قبيضة/ح). وقلَّ وندر المزاين والريس (سباق المسافات) قديما. ولا يفضل من الإبل (القلعة) وهي التي تضرب بأرجلها ولا تتأدب ولا تنفع في (المخب).

أما عن أعمار ومسميات الإبل فقال: لا يوجد اختلاف كبير في تسميات أعمار الهجن بين القديم والحديث؛ وهي: )فطيم، مفرود، حج/قبيض، لقية، إيداع، ثنية، رباعية، سداسية، حايل(، وما يميز الحاشي في الأدب قديما هو كثرة الركوب فقد كانت الناقة وسيلة نقل وتجارة ورزق وسباقات عرضة وتتأدب في نفس الوقت ولا تنسى الأدب. وعن مراحل مسير الناقة قال: تبدأ بالمشي ثم المخب ثم دلج ثم الركض.

 

دعوة
ختاما دعا الكيومي جيل الشباب إلى المحافظة على العادات والتقاليد العمانية الأصيلة والعمل على إبقاء التراث العماني شامخا في وجه الزمان وأن نعمل بيد واحدة في تعاون وتآلف وتآزر ومحبة وأن يسهم الكبير والصغير رجالا ونساءً في بناء عمان هذه الأرض الطيبة المعطاء.

 

لقراءة الموضوع كاملا يرجى تصفح العدد 39، من صفحة 108 _ 115.