مقابلات

التاريخ: 2015-02-01
الشيخ خلفان البوسعيدي

الشيخ خلفان بن سعيد بن خلفان البوسعيدي
مواليد عام 1958 م
والٍ سابق
بدايتي مع الخيل عام 1968 م
رسن الصقلاوية أو ما اقتنيت
أسهمتُ في بناء سباقات ومضمار ولاية بدية،والخابورة.

 

بداياتي مع حب وعشق الخيل:

بدأتُ مع الخيل في عام 1968 م عندما كان والدي واليا على ولاية السيب، يومذاك أُهديتُ حصانا صغيرا من أحد أصدقاء الوالد، حينها بدأت رحلتي في عشق الخيل وحبها، وفي نفس العام أُهدي جلالة السلطان سعيد بن تيمور وبعضٌ من أفراد أسرته الكريمة - رحمهم الله - مجموعة خيول من حاكم البحرين آنذاك، وتم توزيعها على ولايتي السيب وقريات؛ للعناية بها من قبل عسكر الوالي، ولأنني كنتُ من المعجبين بالخيل العربي البحريني، فقد كنت أقوم بمساعدة العسكر فيما يحتاجونه من شؤون الأكل والترويض وغيرها من شؤون الرعاية بالخيل؛ لأجل البقاء بالقرب من الخيل، والتعرف أكثر فأكثر على خصائص هذا الحيوان الفريد.

وفي عام 1970 م تم نقلها إلى مسقط منطقة فلج الوطية، وهو مربط للخيل من قديم الزمان خاص بالخيل السلطانية، ولا أنسى ذلك اليوم في نفس السنة خرجنا إجازة القيض للبلد ( الشريعة ) بسمد الشأن، وكان حصاني في عهدة العسكر، ولكن والدي العزيز أَهداه رجلا يُدعى عبدالله بن شمبيه البلوشي يسكن بلدة ضيان البوسعيدي، وعندما عدت من الإجازة لم أجده وبقي في نفسي دائما أن أمتلك خيلا آخر.

وذات مرة زرتُ ولاية بركاء ووجدتُ الأخوة هناك يمارسون ركوب الخيل للسباق وليس للعرضة كما هو سابق في ولايات الشرقية والظاهرة، وبعد أن تعرفت عليهم عدت إلى الشرقية محملا بهذه الفكرة، وكبرت الفكرة في رأسي حتى قررت إقامة سباق تشارك فيه خيول المواطنين، فبدأت بالتخطيط وشكلتُ لجنة من مالكي الخيل والمهتمين بالفروسية بولاية بدية، وبدأنا بإقامة أول مضمار بالشرقية لسباق الخيل بجهد ذاتي دون تدخل الحكومة، حينها كنت أعمل مع المجموعة صباح مساء حتى أنجزناه، وقمنا بدعوة الولايات الأخرى للمشاركة في أول سباق للخيل في الشرقية، وقد لقينا تجاوبا من الجميع بالمشاركة في هذا السباق رغم عدم تعود الخيل والفرسان لمثل هذه السباقات، وأقمنا السباق وسط حضور جماهيري غفير من جميع الولايات المشاركة، هذه الفعالية شجعت الأخوة على إقامة مضامير مماثلة في مختلف الولايات، والتي سيكون لها حصة في سباقات الخيل القادمة وفعلا تم ذلك.

ثم تم نقلي إلى ولاية ضنك في منطقة الظاهرة عام 1994 م ونظرا لصعوبة مكان إقامتي في ولاية ضنك، حيث كان المكان لا يتسع لإيواء الخيل قمت ببيع ما لدي من الخيل واستبقيت حصانا واحدا فقط أسكنته بجوار البيت، وفي عام 1997 م تم نقلي لولاية الخابورة وأقمت بها إسطبلا خاصا بي في مكان إقامتي وأكثرت العدد، وكانت لي مشاركات في السباقات في عموم السلطنة وإنجازات أفتخر بها، وخيول لها حرز السبق وأخص منها الفرس بشاير، والحصان نوران، والحصان عندام، والحصان رابح، والفرس المميزة الميمونة، وقد أسهمت في بناء مضمار الخابورة للفروسية، ولكن للأسف فإن وظيفتي كانت محكومة بالتنقل من ولاية إلى أخرى وعدم الاستقرار الذي أسهم في الانقطاع في بعض الأحيان عن عالم الخيل في السلطنة، ومرة أخرى تم نقلي من ولاية الخابورة إلى ولاية هيماء، فنقلت ما لدي من الخيل إلى ولايتي المضيبي نيابة سمد الشأن، وفي عام 2001 م عدت إلى بلدي الشريعة بعد إنهاء خدمتي من وزارة الداخلية في 2001 م، فقمت بإضافة عدد جديد من الخيل الخاص بالتوليد والسباق، وقد بنيت لها الإسطبل في مكان يدعى الشويعي، والحمد لله نسعى لإكثار التوليد ولإثراء السباقات في السلطنة بكل جديد من الس الات العالمية المتميزة، حيث أنه يوجد في الإسطبل عشرة من الخيول العربية الأصيلة متنوعة من سلالات عالمية، كالفحل عامر، والحصان العالمي كاسبروي، والحصان الأجدل، وغيرها
من السلالات التي يتميز بها مربطنا.

كما أخصُّ في هذا المقام كل الذين ساندوني في مشواري الطويل خاصة أسرتي الكريمة وابن أختي سلطان الذي أحب قلبُه الخيل منذ أن كان صغيرا، وأولادي الحارث، وخالد، وإدريس، والفارس المتميز مالك، الذين رافقوني في مسيرتي حتى الآن، وساندوني بجهودهم العلمية والعملية في كل الجوانب، حيث إنني أستأنس بأفكارهم وآرائهم التي دائما تثمر عن نتائج إيجابية، ولله الحمد فهم ما يزالون على عهدي بهم .

أما فيما يخص السباقات والمضامير في بعض ولايات السلطنة المهتمة بهذه الرياضة فقد أقامت كل من ولايات بركاء وإبراء وصور وعبري والسيب والمضيبي وبهلا مضاميرا، ثم تبعتها ولاية الخابورة وولاية جعلان بني بو حسن والكامل والوافي وولاية جع ان بني بو علي، وبما أن السباقات كانت دائما تحتاج إلى تطوير مستمر كنا نجتمع قبل موسم السباقات ونعالج بعض الأخطاء، وندخل بعض النظم المعمول بها في نادي سباق الخيل السلطاني، حتى نرتقي بهذه الرياضة، ونصعد بها بالشكل الصحيح والمناسب، كما كانت الأموال التي تنفق على نشاطات كل ولاية سواء سباقات السرعة أو المرثون أو ركض العرضة والجوائز كلها جهود ذاتية من الأهالي، ولا يتلقون أية مساعدات خارجية، ومن هذا الجانب أخص بالشكر الأخ الكريم سالم بن سليمان المحروقي الذي كان له الفضل في تطوير سباقات خيل المواطنين خصوصا والولايات عموما، فقد عمل بجهد متواصل رغم مشاغله وعمله الذي يتطلب منه جل وقته، والشكر موصول إلى كل المخلصين الذين تشرفت وعملت وتعاونت معهم في مختلف ولايات السلطنة الذين لم يدخروا جهدا في إعلاء شأن الخيل وسباقاتها في السلطنة، من خلال مشاركاتهم المنظمة في مختلف الأنشطة الرياضية المتعلقة بالخيل.

كما أننا كنا نرغب من تلك السباقات شبه التقليدية أن يعلم المسئولون الحكوميون عن ذلك، ويمدوا يد العون لنا وذلك بالاعتراف بالسباقات وإدارتها في قائمة اهتماماتهم حيث كنا لانترك مشاركة من المشاركات التي تستدعي وجود الخيل إلا وشاركنا فيها، ليس للهدف المالي وإنما بهدف الاعتراف من قبل الجهات المعنية بالسلطنة وتطويرها من كل النواحي التنظيمية، ولله الحمد فقد وصلت رياضة الفروسية في السلطنة إلى أعلى التصنيفات سواء على مستوى الس الات أو المشاركات أو تأطيرها وتنظيمها باللوائح والإجراءات القانونية.

أما عن المشاركات التي تشرفت بتنظيمها فقد شاركنا في الاحتفالات بالأعياد الوطنية، منها المشاركة في فقرة دخول الخيل في احتفال عام التراث بولاية نزوى تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، فقد قمنا بتجميع الخيول من الولايات وتصنيفها بشكل منظم، ولله الحمد والمنة أشعلت حماس الجمهور عند دخولها ساحة الاحتفال باعثة الحماس بينهم، كذلك أقمنا مرة من المرات سباقا للقدرة، وسباقا سريعا في صلالة بمحافظة ظفار بتشجيع من معالي سعيد الشنفري الذي تكفل بنفقات النقل والإيواء والتغذية ولأول مرة يقام في محافظة ظفار، والذي رعاه معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار.

والجدير بالذكر حدث تحول كبير في سباقات الخيل في السلطنة بعد تبني نادي سباق الخيل السلطاني للسباقات المحلية والذي تفضل مولاي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بمكرمة سامية تقدم كجوائز للسباقات، وهو دافع كبير لم اك الخيل لتطوير أسلوب الرياضة بشكل صحيح والحرص على اقتناء السلالات الطيبة والتي لها أصول متميزة، وكل ذلك بالجهود المبذولة والمقدرة لنادي سباقات الخيل السلطاني.

 

لقراء الموضوع كاملا يرجى نصفح العدد 36، من صفحة 70 - 72.