مقابلات

التاريخ: 2014-10-01
خالد خليفة جمعة النابودة السويدي

واحد من أبرز مولدي الخيل ومربيها على مستوى العالم
خالد النابودة: « تولعتُ بحب الخيل منذ صغر سني، ومنعني الأطباء من الاقتراب منها فسكنت بينها »

تقاسُ نجاحات المرء في سلم الحياة بتحقيق ما يصبو إليه، وفق غاية شعارها الإرادة والتصميم والعمل الدؤوب بعزيمة يسمو بها الصبر. والعمل في مجالات الحياة الواسعة يتطلب من الإنسان التخطيط السليم والتقييم الشامل بعد كل نجاح. ( أصايل ) في هذا العدد سبرت أغوار شخصية سطعت نجاحاتها، فأضاءت أنوارُها العالم في مجال تربية الخيول العربية الأصيلة وتوليدها. تولع بحب الخيل منذ صغر سنه، فعشقها وأولاها جل اهتمامه، لكن الله سبحانه وتعالى ابتلاه بعدم الاقتراب منها، إلا أنه لا يزال يفني عمره من أجلها، واهبا نفسه لمن أراد أن يتعلم من معينه، في مجال توليد الخيول العربية الأصيلة وتربيتها.

خالد خليفة جمعة النابودة السويدي من مواليد وسكان إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، سرد لنا قصة نجاحه بتواضع كبير، امتزج بخبرات السنين حامدا لله سبحانه وشاكرا له على نعمائه عليه، بعد كل محطة تحدث عنها.

الأبرز عالميا:
يُعد خالد النابودة من أبرز مولدي الخيل العربية الأصيلة ومربيها على مستوى العالم؛ نظير تجربته الثرية، وإنتاجه المتميز في هذا المجال، والذي اكتسب من خلاله إشادات دولية في توليد الخيل العربية الأصيلة وتربيتها.

نجاح:
نجاح النابودة في توليد الخيول العربية الأصيلة دليل على تخطيطه السليم، وصبره الطويل، وفق منهج مدروس نُفذ بخطط علمية من شخصية جمعت بين العلم والمعرفة والخبرة بس الات الخيل العربية الأصيلة، واكبها توفير أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال؛ من أجل إنتاج سُ الات من الخيل العربية الأصيلة، يكون لها شأن في المستقبل، وتحقق ذلك بفضل من الله، وسعي واجتهاد منه إلى أن شاركت الخيول التي قام بتوليدها في بطولات كأس العالم، وحقق عدد منها انتصارات باهرة في مختلف مضامير سباقات الخيول العالمية.

عشق:
ارتبط خالد النابودة بالخيل العربية منذ صغره فتولع بها، وهذا الأمر لم يثنه عن مواصلة دراساته في مراحله المختلفة، فواصلها بتفوق، وبعد إكماله المرحلة الجامعية أكمل
مشواره مع الخيل بتفرغ أكبر وحظ من العشق أوفر، فأولاها اهتماما ورعاية، وازداد هذا العشق ألقا وجمالا بين هائم بالخيل ومربٍ لها.

شرف الزيارة:
قال النابودة تشرفت بزيارة صاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في مزرعتي بالعوير، وكان لهذه الزيارة أثر كبير لامس شغاف القلب وأبصر بالعقل ما أوصاه به سموه من رأي سديد في تغيير العمل الذي كان يقوم به بتوليد الخيول المهجنة الأصيلة إلى توليد الخيول العربية الأصيلة، فقام ببيع تلك الخيول، والتي يقارب عددها الثلاثين بأسعار زهيدة؛ ليشتري بعدها خيولا عربية أصيلة، فيأخذ بالتوجيهات النيرة من رجل عالم بشؤون الخيل.

بداية وهدف:
أوضح النابودة أن تجربته الحقيقية في تربية الخيول العربية الأصيلة بدأت عام 1990 م، من خلال شراء مجموعة من أجود سلالات الخيول العربية الأصيلة من مختلف الدول: كبريطانيا، وأمريكا، وفرنسا، وقال: « كنت على علم ودراية بما كنت أقوم به من أجل تحقيق الهدف الذي كنت أصبو إليه، وهو إنتاج خيل عربية أصيلة بدولة الإمارات تنافس الخيول العربية الأصيلة المستوردة وتتفوق عليها .»

تحديات التربية:
قال النابودة: إن من أبرز التحديات التي يواجهها مولد الخيل ومربيها بدولة الإمارات، تكمن في أن احتياجات ومستلزمات تربية الخيل تكون مستوردة خاصة التغذية، بالإضافة إلى عامل الطقس الحار، إلى جانب جلب الأيدي العاملة من خارج الدولة؛ لتقوم برعاية الخيل، وهنا نتحدث عن رعاية حوالي 400 خيل عربية أصيلة لمالك واحد.

فكر:
قال خالد النابودة: « إن مُلاك الخيل على مستوى العالم في عام 1994 م كانوا يقومون بشراء الس الات الفرنسية؛ لسباقات السرعة، وكانت باهضة الثمن، وكنت أقوم بشراء الأمهات حتى أتمكن من توليدها، وإنتاج أبطال منها، وتمكنت من شراء مجموعة من أفضل الس الات الفرنسية .»

خمس مزارع
يمتلك خالد النابودة 4 مزارع لتوليد الخيول العربية الأصيلة وتربيتها بدولة الإمارات العربية المتحدة، مزرعة العوير تأسست عام 1990 م، ومزرعة البحائص تأسست عام 2000 م، ومزرعة الهنوف، ومزرعة المدام، وقام العام الماضي 2013 م بشراء مزرعة لتوليد الخيول العربية الأصيلة وتربيتها بفرنسا على حدود مقاطعة نورمندي، وذلك من أجل أن يثبت للعالم بأن إنتاج دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يتميز على المستوى العالمي، والخيول التي أنتجها خالد النابودة تشارك وتنافس وتفوز في سباقات الفئة الأولى والثانية والثالثة بأشهر مضامير سباقات الخيل العالمية.

دعم النابودة:
سألنا خالد النابودة عن دعمه لمربي الخيل بدولة الإمارات فقال: الحمد والشكر لله أسعى لتقديم الدعم لمربي الخيل الذين يستمعون للنصيحة، وأتمنى أن يبدأ كل واحد منهم من حيث انتهيتُ، ومستعد لتقديم خبراتي لمن يطلب مني وسخرت ( 15 ) فحلا مجانا للمولدين، وهذا ليس كرم مني بل هو واجب عليّ، إلى جانب اعتقادي الديني بذلك، وأنا لست مهتما بالجانب التجاري فقط. وأضاف لو كان الموضوع تجاريا فقط لأغلقت المزارع منذ زمن.

( 400 ) خيل:
يقول خالد النابودة لله الحمد والشكر أمتلك ( 400 ) خيلا عربية أصيلة من فحول وأفراس وأمهر ومهرات وأقوم بالاهتمام بها ورعايتها.

إنجازات
يحمد النابودة المولى جلت قدرته على الإنجازات التي حصل عليها في عالم الخيل، ولا نستطيع حصرها في هذا اللقاء، ومن أبرزها فوز خالد النابودة بجائزة أفضل مربي خيل، وأفضل مالك خيل في دولة الإمارات في جائزة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على مدار ( 4 ) سنوات، ووصل إنتاجه من الخيول إلى كأس كحيلة، وهو الأغلى على مستوى العالم من خلال مشاركة الفرس إي إف الغبراء، بالإضافة إلى حصول خيوله على مراكز متقدمة في سباقات الخيل التي أقيمت بدولة الإمارات، ودولة قطر. ومن أبرزها فوز الحصان إي إف سنادك بكأس أبوظبي الذهبي، وفوز الحصان جشوة وهو حصان مهجن أصيل بأكبر سباق للفئة الأولى بكندا، وحقق جشوة المركز الأول ( 3 ) مرات في كندا، وحقق مركز الوصيف في أمسية العالم بكندا.

الهنوف
الفرس الهنوف من الأفراس القريبة إلى قلب خالد النابودة، قام بشرائها من دولة قطر، وكانت في وقتها فرسا بطلة صاحبة إنجازات، وكان شراؤها بمثابة الحلم الذي حققه، ولأنها من سلالة عريقة قام بتوليدها وأنتجت الفرس إي إف مبروكة، والحصان حطين، وحاليا حطين يملكه صاحب السمو الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، كما أنتجت الحصان إي إف البحر الذي يملكه حاليا سعادة خليفة العطية، وأنتجت الحصان إي إف البراق.

اختيار المدربين
يقول خالد النابودة مدربو الخيل في دورة الإمارات نوعان، مدرب صاحب خبرة ومدرب مبتدي. المدرب صاحب الخبرة تشهد له نتائجه، وليس خالد النابودة وجربت كل المدربين أصحاب الخبرة لتدريب خيولي في عدة مواسم، ولكن لم أكن محظوظا معهم. بالنسبة للمدربين المبتدئين خاصة المواطنيين أتفق معهم على أن يدربوا لي خيلا واحدة في كل موسم، وإذا حققت نتائج معه أقوم بزيادة عدد الخيول، وإذالم يحقق نتائجا لا أقوم بإرسال خيول لهم، ولكن أتعاطف كثيرا معهم وأقوم بإرسال خيول لهم، وحول علاقته بالمدرب العماني إبراهيم الحضرمي، قال: علاقتي بإبراهيم أكبر من علاقة مدرب ومالك خيل، فإبراهيم أخ وصديق، ودائما نتبادل الأفكار. وتعجبني في إبراهيم مصداقيته التي مع الأسف لا نجدها عند بعض المدربين.

كل يوم أتعلم
يقول خالد النابودة كل يوم أتعلم من خلال لقائي بأهل الخيل من الإمارات والشرق الأوسط والعالم، ولدي علاقات مع أفضل مزارع التوليد على مستوى العالم، وأعزز علاقاتي مع أهل الخيل من خ ال المؤتمرات المصاحبة لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد العالمي، الذي نتعلم منه عبر لقاءاتنا مع كبار المولدين العالميين.

المهرجان السلطاني
قال خالد النابودة المهرجان السلطاني السنوي لسباق الخيل، والذي تنظمه الخيالة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني، الذي يقام تحت الرعاية السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يعكس حضارة السلطنة واهتمامها بالخيل وا لفروسية.

إشادة
قال النابودة توجد بالسلطنة عدة مناطق مهيأة من حيث المناخ وصالحة لتوليد الخيول العربية، وعمان بلد زراعي خصب تتوافر فيه المياه، وهذه من أبرز احتياجات التوليد.

وأضاف: زرت السلطنة وتابعت عددا من مزادات الخيل، وتابعت سباقات للخيل، ولفت انتباهي أن المالك والمدرب والفارس من السلطنة، وهذا ما نفتقده في دولة الإمارات، ففي السلطنة الأساس قوي، وهذا ما يثلج الصدر. وقال النابودة: لاحظت على مربي الخيل في السلطنة أنهم يقومون باختيار سلالات جيدة، وشاهدت إنتاجهم في عمر السنتين ما شاء الله بنية جيدة وتركيبة صحيحة.

منع الاقتراب من الخيل
يقول خالد النابودة تعلقت بالخيل حتى العشق والهيام، ولا أستطيع البعد عنها حتى لحظة، فهي حياتي ولكن لله الحمد والشكر على كل حال فمؤخرا منعني الأطباء من الاقتراب من الخيل وملامستها؛ حتى لا أصاب بالحساسية، وسعيت في أمر العلاج في عدد من دول العالم المتقدمة ولكن دون جدوى، إلا أنني وكما تشاهدون بيتي في وسط مزرعة الخيول، حيث لا أستطيع فراقها وأقوم بارتداء قناع ولبس قفاز عند الاقتراب منها، وهذا سر أبوح به للمرة الأولى.

خدمة
عندما تحدثنا مع النابودة وع اج الخيل تطرق إلى نوع من الأدوية قام بشرائه من الولايات المتحدة الأمريكية يعالج حالات المغص التي تصيب الخيول، وجربه شخصيا (  5  ) مرات، وكان فاع ا بفضل من الله سبحانه وتعالى. وقال: هذا الدواء أغناني عن الذهاب إلى المستشفى وميزته أنه سهل الاستخدام، وهو عبارة عن معصار يعطى عن طريق الفم، وهو متوفر وبسعر في متناول اليد. ويقول النابودة: لا أسعى إلى الربح من هذا الدواء، وأبيعه بسعر التكلفة خدمة لزملائي وإخواني المهتمين بشؤون الخيل.

 

لقراءة الموضوع كاملا يرجى تصفح العدد 35، من صفحة 52 - 55.