الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2020-04-01
ولاية ثمريت

تصوير :

- عبد الحافظ هبان 

- محمد سهيل تبوك 

ثمريـــت الملقبة بقلب ظفـــار النابض بالحيـــاة، هي إحدى الولايـــات التابعـــة لمحافظـــة ظفـــار، تتميـــز بموقعهـــا الإســـتراتيجي ولهـــا مكانة مرموقـــة بين ولايـــات عمان، فهـــي تعـــد مـــن أهـــم الولايـــات بعـــد صلالةـــة، وتبعد عنهـــا بحوالي 80 كم وتعتبـــر الولاية الرئيســـية لمنطقة نجـــد ظفـــار الباديـــة، وتوصف بكونهـــا مقصدا للســـياح والمستكشـــفين ومحبـــي الألغاز والمســـاهمة الأبرز في اســـتخراج اللبان النجـــدي وصناعات اســـتخراج النفط والزراعة.

تضـــم ولايـــة ثمريت عددا مـــن النيابـــات التابعة لها، والتـــي تقع ضمـــن نطاق نجد ظفـــار وهي: 

نيابة الشـــصر في الجهـــة الشـــمالية الغربية مـــن مركز الولايـــة، تقع علـــى مقربة مـــن منطقة الكثبـــان الرملية لصحـــراء الربـــع الخالـــي، وتنفـــرد بكونهـــا تحتـــوي على نبـــع ميـــاه وحيـــد فـــي الصحـــراء الواقعـــة في شـــمال ولايـــة ثمريـــت؛ مما جعـــل منهـــا موطئ قـــدم وعامل جذب للإســـتيطان البشـــري منذ ما يزيد عن ســـبعة آلاف ســـنة، وتحتـــوي النيابة علـــى عدد مـــن المعالـــم الأثرية والتاريخيـــة وأهمها: قلعة الســـلطان ســـعيد بـــن تيمور، وموقع أوبـــار التاريخي الأثري الشـــهير، بالإضافـــة إلى أثار للمدينة المفقـــودة »إرم«.

نيابـــة مضـــي الواقعـــة في غـــرب مدينـــة ثمريـــت تبعد 80كـــم من المركز الولاية، وتتميز هـــذه النيابة بموقعها الإســـتراتيجي الـــذي يقـــع علـــى تخـــوم هضبـــة ظفـــار الشـــمالية، وتعـــد واحـــدة مـــن النيابـــات التـــي تقع في منطقة النجـــد، ذات واحات زراعـــة النخيل. تتميـــز الولاية بقربهـــا مـــن الوديان مثـــل وادي غـــارة ووادي عمات، كما أنه يتواجـــد بها عيـــن مياه طبيعيـــة وفيهـــا العديد من الآثار التاريخيـــة كالقبـــاب والأضرحة.

نيابة حلـــوف ومســـحيلة: تتمركـــز على تخـــوم هضبة جبـــال ظفار الشـــمالية في وادي مســـحيلة الذي يلتقي مـــع وادي غـــدون الممتـــد إلـــى صحـــراء الربـــع الخالي. وتتميـــز بكونهـــا مرعى طبيعيـــا للعديد مـــن الحيوانات البريـــة؛ لنمـــو العديـــد مـــن الأشجار والشـــجيرات. أما ســـكان النيابة يمتهنون تربية المواشـــي وبالأخص الإبل.

 

المعالم األثرية:

موقع أوبار التاريخي األثري:

طوال قـــرون خلت بقيت قصـــة مدينة أوبـــار المفقودة أكبر أســـرار الشـــرق الأوسط الأثرية الغامضة حيث كان يـــروى حولهـــا الكثير مـــن الأساطير والروايـــات التي لا تنتهـــي يتناقلها عـــرب الصحـــراء، كمـــا ورد ذكرها في كثيـــر من الكتـــب القديمة، حتـــى أطلق لورانـــس العرب عليها إســـم »أطلنطـــس الرمال«. ويرجـــع الباحثون تاريخ بناء هذه المدينـــة إلى ما قبل 5 الألف عام، وقد شـــغلت دورا بارزا فـــي الماضي.

طـــوال تلـــك الســـنين اســـتحوذ لغز أوبـــار علـــى أذهان المستكشـــفين وعلمـــاء الآثار، وخرجـــت عـــدة حمالت بحثا عـــن المدينة المفقـــودة، واســـتمر التنقيب والبحث حتى أواخر عـــام 1991 ،إذ تمت االســـتعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبـــر الأقمار الإصطناعية حيث تم اكتشـــاف مدينة كاملة دفنت تحت الرمـــال، وقد تصدر هـــذا الخبـــر الصفحـــات األولـــى حـــول العالم وســـمي الحقـــا أحـــد أهم عشـــرة اكتشـــافات فـــي العالم من قبـــل العديد مـــن المطبوعات الدولية مثل ديســـكفري وتايمـــز ونيوزويك.

و لقـــد وجد الباحثـــون في هـــذه المدينة أوانـــي وأدوات ٌ عليهـــا نقـــوش يونانيـــة ورومانيـــة، يعـــود عمرهـــا إلى َ أربعـــة الألف ســـنة، بالإضافة إلـــى أواني زجاجيـــة ومباخر يعـــود تاريخها إلى حوالي ألف ســـنة قبـــل الميلاد، وتم اكتشـــاف ســـور لقلعة بســـمك 90 ً ســـنتيمترا مبني من الحجر الكلســـي النادر، وتتكون القلعة مـــن ثمانية أبراج ضخمة، تلتـــف على بئـــر قديمة، وقد تشـــير هـــذه الآثار إلـــى مورد مائـــي للقوافـــل المتجهة إلى اليمـــن وأجزاء من شـــبة الجزيـــرة العربية

ووجـــدوا أيضـــا آثارا يعـــود تاريخهـــا إلى ألف ســـنة قبل الميـــلاد، ويبـــدو أن المدينـــة كانـــت محاطـــة بمخـــازن لحفـــظ هـــذه الســـلعة الثمينة فيهـــا. اكتشـــف علماء الآثار بـــأن أســـوار القلعة قـــد تـــم بناؤها فـــوق كهف ضخـــم من الحجر الكلســـي. وقـــد أدى انهيـــار الكهف إلى دفـــن المدينـــة تحـــت الرمال.

يقـــع أوبـــار في نيابة الشـــصر؛ وتـــم إدراجه علـــى لائحة التـــراث العالمي لـــدى منظمة اليونســـكو.  

 

وادي دوكـــه: يقع فـــي منطقة نجد خلـــف المنحدرات الشـــمالية لسلســـلة جبال ظفـــار، ويبعد 35 ً كيلـــو مترا إلـــى الشـــمال مـــن مدينـــة صلالة. ويعـــد موطنـــا لنمو شـــجرة اللبـــان، ويعتبر محميـــة طبيعية الأشجار اللبان الموجـــودة بكثافـــة. يقـــوم مكتـــب مستشـــار جلالة الســـلطان للشـــؤون الثقافية باســـتنبات »شـــجرة اللبان« بـــوادي دوكة؛ ونظـــرا لأهميته التاريخيـــة الإقتصادية أدرج ضمـــن قائمـــة التـــراث العالمي الثقافـــي الطبيعي كأحد مواقـــع أرض اللبان في منطقـــة النجد. بالإضافة إلى واحـــة هانـــون: وهي إحـــدى مواقع تجميـــع اللبان في العصـــور التاريخيـــة والعصور القديمـــة، مضافا إلى ذلك الآثار الإسلامية - مـــن قباب وأضرحـــة- في نيابة مضـــي، وكذلك عيـــن ماء »مشـــديد« في نفـــس النيابة، وتشـــتهر منطقتها بالعمـــق والإنحناءات المدهشـــة. 

الفنـــون التقليديـــة والصناعـــات: تشـــتهر ولاية ثمريت بالعديـــد مـــن الفنـــون التقليديـــة المرتبطـــة بحيـــاة البـــدوي كالتغـــرود، وحـــداء الإبل، والزامل، ومـــا يعرف محليـــا بالهبـــوت، والتســـميع، والحورية، ولولـــوا، أما عن الفنـــون النســـائية فهنـــاك فـــن المهيد وهو مشـــترك يؤديـــه الرجال والنســـاء. أمـــا الصناعـــات التي تمتـــاز بها فهـــي الغزل، ونســـج الصـــوف، والخيـــام، والســـعفيات، والصناعـــات الجلدية.

ازدهـــرت ولاية ثمريـــت كغيرها مـــن الولايـــات العمانية، فحظيـــت باهتمـــام كبيـــر؛ باعتبارهـــا المنفذ الرئيســـي لمحافظـــة ظفار، وذلـــك من خالل اللمســـات التطويرية والمنشـــآت العمرانيـــة الحديثـــة؛ لتواكـــب العصـــر جنبًا إلى جنب مـــع الولايات الأخرى. وأنشـــئ فيهـــا ازدواجية طريـــق صلالة ثمريت الذي يربـــط الولاية بمدينة صاللة، وكما يحتوي على كل المنشـــآت الحديثة والمســـتلزمات الحيوية، بالإضافة إلى المدارس والمراكـــز الصحية التي تخـــدم المواطنين فـــي الولاية.