الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2020-04-01
بيوت العريش

قديماً، اتسمت حياة الناس بالبساطة والسهولة، حيث الطبيعة البكر التي وهبت قاطنيها خيرات لا تحصى، فيما تمتع القدامى بذكاء فطري جعلهم يستفيدون مما وهبه الله لهم من بيئة، فطوعوها لخدمتهم. وأهل عمان قديماً أقاموا على ساحلهم حياة خاصة بأسلوب عيش استثنائي، بينما ظلت النخيلة بالنسبة لهم الكنز الذي لا ينضب، تمرها غذاء وسعفها إيواء.

وشكّلت بيوت السعف في عمان نمطاً معمارياً متميزاً، عكس حياة المكان في بداياته، بين الساحل والصحراء، تجسدت خلالها لوحة تراثية لحياة الأجداد، فقد يُخيّل للكثيرين أن هذه البيوت، بسيطة البناء وسهلة التشييد، إلا أن المتمعن فيها جيداً، يجدها تحمل كثيراً من المجهود مغلفاً بالفن والمهارة التي تميزوا بها آنذاك.

ولبيوت السعف أنماط وأشكال متعددة حسب الحاجة، فهناك بيوت لسكن الصيف، وبيوت للشتاء، ولكليهما ما يميزه من خصوصية للبيئة التي يُشيّد فيها والتي تحيط به، إن كان حر الصيف وقيظه، أو برد الشتاء وصقيعه.

أن هذا النمط من البناء التراثي له تاريخ عميق، لابد للأجيال الحالية، أن تتعرف عليه، وعلى أنماطه وكيفية بنائه، وكيف كانت حياة الأجداد، وأنماط معيشتهم التي عكست ترابطاً وتماسكاً ورضا بالحال، رغم شظف العيش آنذاك.

أن بيوت السعف، هي تلك البيوت التي بنيت من سعف وجذوع النخيل، وتنقسم أنواعها إلى: «بيت العريش، وخيمة مجردة، وخيمة قصايب، وخيمة مكبة، والغرفة، وعريش مخيّد أو محيب، والعشة ». أن أجواء الحرارة الشديدة والرطوبة العالية التي اتسمت بها المنطقة كانت عاملاً مؤثراً في اللجوء إلى هذا الأسلوب المعماري، خاصة أنه كان يعمل على العزل الحراري صيفاً أو شتاءً، حيث أن كلفة البناء كانت بسيطة، لتوفر المواد والخامات من خلال البيئة المحيطة التي اشتهرت بزراعة النخيل.

مواد البناء
أن المواد التي كانت تستخدم في تشييد بيوت السعف تنوعت بين جذوع النخيل، وجذوع الأشجار المحلية مثل السدر، أو القرض، أو اللوز، أو الشريش، أو الجندل، المتوفر في البيئة المحلية.

وأيضا هناك سعف النخيل والحبال التي تصنع من ليف النخيل، إضافة إلى خوص النخيل التي تغزل على هيئة حصر «سيم نبي » وهو اللحاف الذي يوضع على سقف الخيمة.

محلية الصنع
إن أدوات البناء كانت محلية الصنع، وتتكون من الإبرة الكبيرة المعروفة ب «الدفرة » والمنجل الذي يطلق عليه «الداس»، وهناك أيضاً «الزفانة » وهي عملية ربط سعف النخيل المجرد من الخوص والشوك، إذ يبدأ العامل بقص الخوص اليابس من النخلة بعد تجريده، وتتم هذه العملية غالباً في شهري يونيو ويوليو من كل عام، حيث يتم تنظيف النخيل والحفاظ على شكله ومظهره الجيد، ويتم الاستعانة بالخوص في صنع بيت السعف.