التراث

التاريخ: 2020-04-01
العزل الصحي "بيت المراضا"

العزل الصحي ثقافة صحية متبعة منذ القدم، وحث عليها الإسلام بل وشدد عليها. ويعني العزل الصحي تقييد حركة الناس والسلع وعزلها؛ لمنع انتشار الأمراض المعدية، حتى ولو لم يكن لديهم تشخيص طبي يؤكد إصابتهم بالمرض.


في القرن 14 في مدينة البندقية الإيطالية بالتحديد، عرف الغرب العزل الصحي، واشتق المصطلح من كلمة تعني أربعين يوما، وهي الفترة التي طلب فيها عزل ركاب السفن في جزر قريبة؛ لمعرفة إذا ما كان لديهم أعراض الطاعون، قبل أن يسمح لهم بالوصول لشواطئ المدن أثناء الوباء أو الموت الأسود، الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 - 1352 ليقضي على قرابة 30 % من سكان القارة، أي قرابة عشرين مليون إنسان.

وفي ولاية إبراء بالتحديد في منطقة الصفح في السفالة يوجد حجر صحي قديم بني بجوار مقبرة الصفح تحت سفح الجبل القطبي ويسمى محليا بيت المراضا، كان يوضع في البيت من كان يعاني من أمراض معدية وخطيرة، مثل: السل والجدري وغير ذلك من الأمراض المعدية والمميتة، ويبقى المريض داخل البيت حتى يشفى، وكان طعامه يقدم له في أوانٍ خاصة به. وفي حال سبقته المنية ولم يكتب له أن يشفى كان يتم دفنه في المقبرة التي هي بجوار البيت؛ بهدف عدم نشر العدوى للآخرين. تم بناء البيت بطريقة صحية في مكان بعيد عن الناس، ويضم البيت ثلاث غرف، كل غرفة لها باب مستقل من الخارج. أما سقفه فقد بني بطريقة الكفي بدون أي أخشاب وإنما بالحجارة والجص، وفي داخل كل غرفة روازن وجدت؛ لحفظ الأطعمة والأدوية وأشياء أخرى.