تبرز الحارة القديمة حجرة الشيخ كأحد أهم الآثار التاريخية العريقة في ولاية وادي المعاول، إذ تجسد تاريخا يعود عمره إلى مايقارب ال 900 عاما تقريبا، انها بالحق إرث تاريخي عريق ورثناه عن الأجداد مع ماض عميق حافل بالعادات والتقاليد العظيمة. ويرجع تاريخ الحارة القديمة إلى المغفور له الشيخ محمد بن بلعرب بن عمر المعولي باني ومؤسس الحارة المنيعة، ورغم قدم قرية حجرة الشيخ إلا أن عبق الشموخ فيها لازال حيا عبر تعاقب السنين مشيرا إلى أهمية التاريخ العماني طوال تلك السنين، وحتى بعد أن تأثرت الحارة بفعل العوامل المناخية ولكن وبجهود الحكومة الرشيدة ممثلة بوزارة التراث والثقافة، والجهود المجتمعية للحفاظ على سلامة القرى التراثية وتفعيلها لتكون بمثابة معلم تراثي حضاري ومزار سياحي جرى ترميم الحارة.

حجرة الشيخ قرية مستطيلة الشكل بحيث يحيط بها سور دائري من جهاتها الأربع وفي كل زاوية من زوايا السور يوجد برج شاهق. وحارة حجرة الشيخ هي كيان اجتماعي متكامل تتوفر فيه جميع الاحتياجات الأساسية، حيث يوجد داخل الحجرة مسجد ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وسبلة كبيرة تعتبر مجمع العمانيين التقليدي. والسبلة هي المكان الذي غالباً ما يتوسط الحارة أو يكون عند مدخلها،بحيث يجتمع فيها الرجال مع أبنائهم الذكور صباح كل يوم. في هذا المكان يتبادل الرجال الأحاديث والأمور المتعلقة بشتى جوانب حياتهم، ويتخذون القرارات التي تهمهم، علاوة على أنها المتنفس الذي تتم فيه الأحاديث الودِّية والفكاهية، واستقبال الضيوف القادمين من خارج البلدة.

لقد كان لسبلة حجرة الشيخ الدور البارز في تربية الأبناء وتعليمهم العادات والتقاليد المتوارثة، فعندما يصطحب الوالد ابنه لها يصطحبه ليعلمه أسلوب الحديث، وكيفية التعامل مع الآخرين، والاعتماد على النفس، وزرع كل ما هو مرتبط بعاداتنا وتقاليدنا؛ حتى ينشأ الابن النشأة الصحيحة التي أساسها التعاليم الإسلامية الحنيفة، وحب الأرض التي سيعمل ويكدح عليها .

يجسد النمط المعماري في بناء المدن والقرى القديمة دلالة على ثقافة سكان القرى وعراقة تاريخهم، وقد ترك الزمن على مباني هذه الحارات علامات التصدع والتشقق؛ لذا فإن معظم جوانب القرية أصبحت آيلة للسقوط. وتظل حجرة الشيخ محتفظة برونقها،ورمزا لمآثر الآباء والأجداد كغيرها من المآثر العمانية الخالدة، فالمباني القديمة والممرات المتعرجة داخل الحجرة بمثابة مرآة ينعكس عليها التاريخ، وكذلك فهي تحكي حكاية الأجداد وإنجازاتهم في البناء والتعمير.