أنعم الله على سلطنة عمان عامة ومسندم خاصة بطبيعة خلابة وبيئة متنوعة في جبالها وشطآنها وأعماقها وسواحلها وبحارها وبجمال يبهر زائريها، ومن هذا المنطلق أتت الفرصة باستغلال هذا الكنز والترويج وجذب الأفواج السياحية لرؤية ما تحتويه محافظة مسندم  من كنوز في التراث والبيئة الطبيعية التي لم تتدخل يد الإنسان فيها بعد، وبما ان وزارة السياحة تضع محافظة مسندم ضمن أولوياتها في التطوير والتنمية السياحية المستدامة وفقا للاستراتيجية العمانية للسياحة والاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والمخطط الشامل لمحافظة مسندم، لذا قامت بلدية مسندم ممثلة بمكتب المحافظ ومع الشركاء في القطاع الخاص وهم مجموعة  أوكيو (شركة عالمية متكاملة) التي تعمل في مجال الطاقة وتتمتع بحضور قوي في الداخل والخارج، إتمام مشروع مسار ودرج خليج عمان بهدف جذب السياح وخاصة هواة سياحة المغامرات والتسلق والاستكشاف.
كان للدرج الجبلي  دور كبير في ترجمة هذه المقومات إلى برامج سياحية متنوعة ومتعددة من خلاله يمكن الترويج لأهم المقومات السياحية المتمثلة بالأخوار أو بما يسمى (الفيوردات) التي تتمثل في أودية هابطة ملئت بمياه البحر منذ آلاف السنين لتشكل جيولوجية المحافظة الفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي والتي تشكل أهم عامل جذب سياحي في المحافظة.

إذا ما هو هذا الدرج وأين يقع؟
بموقعه الذي يتوسط الطبيعة الساحرة للجبل الشاهق والمياه الزرقاء في الخليج بمحافظة مسندم في سلطنة عُمان، يبرز الدرج الجبلي الواقع بين خور شم وخور نجد رابطا بذلك بين الخليج العربي وبحر عمان. 

تم إنشاء الدرج الجبلي من قبل مجموعة أوكيو و بالتعاون مع بلدية مسندم بهدف استمتاع الزوار بتجربة المشي لمسافات طويلة التي تمتد على مدى ألف خطوة تقريبا. تم انشاء الدرج باستخدام مواد من الطبيعة حيث تم استخدام صخور الجبل  في البناء بلمسات جمالية واستخدام الطاقة البديلة عبر جبل مرتفع يقع بين بحر عمان في خور شم والخليج العربي في خور نجد.

 في الجزء العلوي عند أعلى الجبل وفي الوسط، يمكن للسواح الاستمتاع بإطلالة رائعة لشروق الشمس ورؤية المشاهد السحرية للمياه الفيروزية الهادئة للخليج العربي وبحر عمان، تم إنشاء منطقة للجلوس على القمة مع مظلات تحمي من اشعة الشمس وجلسات خصصت للاستراحة وإطالة النظر بهذا المشهد البحري الجميل؛ من اعلى القمة حيث الجلسات المريحة في الموقع يمكن للمرء رؤية كلا الجانبين للأخوار، منظر بانورامي مهيب من ارتفاع يبلغ 420 متراً يتمازج فيه البحر والجبل. يتكون الدرج من أرصفة بحرية في كلا الجانبين، ومسار متعرج للمشي عبارة عن أدراج تمتد وتمتد لمسافات طويلة صنعت من الصخور لتنسجم مع الطبيعة في خصب.  تم اضافة استراحات تطل على مناظر بانورامية من كلا الجانبين  على طول الممشى  ليتسنى للزوار الاستراحه خلال الصعود أو النزول والتقاط الصور التذكاريه وتم انارة الممشى ليلا بأضواء تعمل على الواح للطاقة الشمسية، وتم وضع حواجز للحماية على طول الممشى مصنوعة من الخشب والحبال ليتلاءم مع جاذبية المكان وليترسخ المشهد الجمالي الطبيعي في الأذهان. اضافة الى ذلك تم وضع لوحات إرشادية للسلامة ولوحات تدل على المسارات.
 بفضل هذا المشروع  يتسنى للزوار من محبي المغامرات والاكتشاف الاستمتاع بالمشي ومشاهدة التضاريس الجبلية، والتكوينات الجيولوجية، وطبوغرافية للموقع، إضافًة إلى التمتع بمشاهدة البحر والسفن والقوارب السياحية والتقليدية، ما يمثل تجربة مثيرة للزوار خلال زيارة خصب بمحافظة مسندم.