التراث

التاريخ: 2022-10-23
قرية السوجرة

اختبر طبيعة حياة الإنسان القديم في سلطنة عُمان بهذه القرية المخبأة وسط قمم الجبل الأخضر

بصلابة وشموخ، تبدو هذه البيوت القديمة في قلب الجبل الأخضر في سلطنة عُمان وكأنها لم تعرف اليأس رغم مرور الزمن. وبسواعد أهلها، نجت قرية السوجرة من مصير الهجران والنسيان، لتصبح مقصداً لإقامة السياح والزوار في تجربة فريدة من نوعها. 

تصوير: رياض الهنائي

ترتفع قرية السوجرة في أحضان الجبل الأخضر في سلطنة عمان، وبهدف إعادة إحياء موروث الأجداد بالقرية العمانية، قرر الأهالي إعادة صيانة وبناء تلك المنازل القديمة وعدم تركها مهجورةً ومنسية، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية. 

وتستقطب المنازل القديمة، التي أصبحت بمثابة نُّزل من نوع خاص، الكثير من النزلاء وتحديداً من خارج سلطنة عُمان، نظراَ لما تتمتع به من مقومات طبيعية تجذب الزوار والسياح إليها، بحسب وزارة الإعلام العمانية.

وتتميز قرية السوجرة عن غيرها من القرى والمناطق في الجبل الأخضر بتعدد مناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تتفرد بتنوع تضاريسها الجغرافية المختلفة، وتمتاز بجوها العليل المعتدل في فصل الصيف والبارد في فصل الشتاء، وتجود أرضها بزراعة العديد من الفاكهة الموسمية كالرمان، والعنب، والجوز، والمشمش، والخوخ، بحسب ما ذكره موقع وزارة الإعلام العمانية.

تتميز قرية السوجرة بنظام أشبه بـ"تلفريك" فريد الذي يستخدم لنقل الأغراض من ضفة الوادي حيث المساكن الحديثة إلى ضفة الوادي الأخرى حيث المساكن القديمة، ومن أجل الوصول إلى قرية السوجرة من مسقط، لابد من قطع مسافة 150 كيلومتراً إلى الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، باستخدام سيارة الدفع الرباعي. 

ويتطلب دخول القرية المشي مسافة كيلومتر فقط في مسار جبلي وعبور الوادي عن طريق جسر معلق، أما عن طريقة نقل جميع أمتعتك إلى الغرف، فتتم عن طريق "تلفريك" ينقل البضائع من ضفة الوادي حيث المساكن الحديثة إلى ضفة الوادي الأخرى حيث المساكن القديمة. 

أن تجربة الإقامة في قرية السوجرة ستجعلك تتعرف على طبيعة نمط حياة الإنسان العماني قديماً، بين أحضان الطبيعة والهدوء ورحابة الأجواء، أنها "فرصة للاستجمام بطابع بسيط وجميل في أحضان الطبيعة". 

أن الإقامة توفر فرصة لتناول الطعام العماني المحلي المحضر على يد الأهالي في المنطقة، وكذلك فرصة خوض مغامرة استثنائية في جزء جميل من هذه القرية في كهف عامر.

وبالنسبة إلى بيوت القرية الصخرية على سفوح الجبل الأخضر، فإن الإنسان يؤثر ويتأثر بطبيعة المكان من حوله، لذلك استعان الإنسان العماني بطبيعة الجبل الأخضر من الصخور، وأشجار العلعلان، وغيرها من المواد.

تعد القرية فريدة من نوعها سواء للسياح أو الزوار المقيمين في سلطنة عُمان، بعيداً عن صخب حياة المدينة، واختبار حياة الإنسان العماني قديماً.

كما أن أهل القرية هم من يقومون بالإشراف على النُّزُل دون أي تدخل خارجي مما يجعل المكان مميز للغاية، مثل الجسر المعلق لعبور الوادي المؤدي إلى القرية.