لقاءات
اخترت الفن ليكون صوتا ورسالة للتواصل مع العالم
بدأت علاقتها مع الفن منذ طفولتها ، أحبت الرسم والتصميم والتشكيل الهندسي، هي عضوة في جمعية الفنون التشكيلية وعضوة في مرسم الشباب وفي مجلس إدارة جمعية المرأة بمسقط، شاركت في عدة معارض خارج وداخل السلطنة، حاصلة على عدة جوائز وجهات كثيرة تقتني أعمالها.
طموحها توصيل رسالة تراث الفن العماني وتاريخه وجوانبه الفنية الى العالم وتدريس الفن، فالفن كما تقول " رسالة سامية ولغة موحدة تصل إلى كلّ بلدان العالم، لأنّ الفنان يُعتَبرُ سفيرا لبلاده ينقل رسائل ملونة تحتوي على مضامين كبيرة بحجم ما يحتويه داخله من همّ وحزن وفرحٍ ومسافات شاسعة محملةٍ بالضوء وبالفكر الذي يكون معبراً عما يصطبغ به المجتمع ويسجل التاريخ والحِقبة الزمنية التي يعيش فيها الفنان من أحداث وتطورات ينقلها إلى أبعد مدى ."
هي سناء بنت سعيد الحميدي برزت كفنانة ترسم بطريقة فريدة، ولكنها كانت أكثر من متفردة حتى في رسوماتها؛ صانعة اللوحات المبهجة التي تبهر الناظرين.
لقاؤنا في هذا العدد مع الفنانة منذ نعومة أظافرها نتناول قصة نجاح الفنانة والرسامة الشابة التي استطاعت أن تكون واحدة من الفنانات العمانيات صاحبات البصمة المميزة في المجال الفني.
كيف كانت بداية شغفك بافن والرسم ؟
بدأت علاقتي مع الفن منذ طفولتي، كنت أحب الرسم والتصميم والتشكيل الهندسي وكانت بدايات بسيطة بين الواني وادواتي الفنية البسيطة. كنت اتبع ذلك الشغف الذي بداخلي، وكان والديَ يرشدانني وينورا طريقي فأدخلاني مدرسة الفنون، ومن هنا كانت بدايتي الحقيقية إلى ان بدأت أشارك بالمعارض الفنية منذ أيام الدراسة واحصل على الجوائز بتوفيق من الله وحمده. ثم بعد ان انتهيت من مرحلة الثانوية التحقت بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية وكان أبي رحمه الله يصطحبني كل يوم في طريق ذهابه الى العمل لأحقق حلمي واكمل دراستي. دخلت ورش فنية عديدة وكنت اتواجد مع زملائي واقراني واتعلم منهم كل جديد، فالفن بحره واسع وكل يوم به علمٌ جديد، ويجب ان نواكب كل تطور يجعلنا نسمو ونعلو لنرفع اسم وطننا بين الدول. كان شغفي ينبع من خلال تجربتي الشخصية كأي امرأة آمنت بنفسها، ولا أنكر أن والدتي ووالدي كانا يقفان دائما بجانبي ويفتخران بي، ما أسهم في تعزيز ثقتي بنفسي، وإيماني أن المرأة قادرة على صنع المعجزات إذا كانت مؤمنة بنفسها وقوتها، وأن المرأة ليست كائناً ضعيفاً كما يشاع، بل إن المرأة هي أيقونة مجتمعها، فهي الفنانة والطبيبة والمهندسة والأم، ولكل امرأة رسالة في هذه الحياة، وهذا ما أحاول أن أوصله لكل امرأة ، بأن لا تنتظر من يؤمن بها، بل إن الإيمان ينبع من الداخل.
من أين ينبع إلهام رسوماتك ؟
ان افكاري مبنية على الفكر والعمق الإنساني من تراثنا وبيئتنا وثقافة الوطن، وكل ما يخص الإنسانية والمرأة، بما تحمله من حس جمالي وفكري، فالأفكار تنشأ من تجربة وقصص يمر بها الفنان حتى تُختزل بعمل تعود عليه كل التراكمات الفلسفية والفكرية بمكنون جمالي يحاكي الروح، والبيئة العمانية تزدخر بالفنون كثيرة من مناظر وازياء وحلي، هي غنية بكل جميل فقط لنتامل كل ما حولنا لنرى الجمال فيه.
كيف ترين الفن اليوم وحضوره بالمجتمع العماني ؟
هناك تنوع كبير في الفن التشكيلي في السلطنة، وقنوات التواصل الاجتماعي أثرت الفنان التشكيلي واضافت ميزة بحيث يمكنه التواصل مع المتابعين له بصورة متنوعة مما يعطي له دوافع في طرح الكثير من الاستفسارات بإطار الفن ومدى اهتمامهم بجمال الفنون التشكيلية ، فنعم ان هناك مساحة ثرية بالتواصل بين الفنان والمتابع له، من حيث ازدياد التبادل الثقافي. كما ان التطور الهائل في الاتصالات وتقنياتها ارتبط ارتباطا وثيقا بين الفنان والمتابع الذي كان له دور أساسي في نشأتها، فالفن له تأثير أكبر وانتشار أوسع وأسرع ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة ساعدت على انتشار الفن التشكيلي، ومع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الفن التشكيلي يمثل جانبا مهما تقوم من خلاله بتقديم المعلومات وتوصيل الأفكار، وقد تزايد هذا الى حد كبير مع تزايد أهمية الميديا الرقمية كشكل من أشكال تقديم المعلومات، فأصبح الفن التشكيلي فيه أكثر واقعية في الواقع، فالمتلقي يقوده الفنان بفك الرموز ويحللها ومن ثم يتذوقها عندما يتأمل العمل الفني، ومنها استجاب المتذوق للأعمال الفنية لا تتم الا باستخدام حواسه بدون هدف سوى الاستمتاع البحت فالمتلقي يلعب دورا اساسيا في تقدم الفنان وتنمية قدراته ومداركه ومعارفه لأنه يكمن أن يكون مؤشر لتقدم الفنان.
ماهي التحديات التي تواجهيها كفنانة ومؤسسة علامة ترتكز على فنك ؟
تحديات كثيرة واولها الدعم المادي وعدم وجود أماكن للعرض بشكل دائم أتمنى التسليط الدعم من القطاعات وإبراز الفنان التشكيلي العماني عالميا.
لقطاع الخاص والمؤسسات الرسمية كلاهما مطالبان بالمساعدة في هذا الجانب كدعم الفنان التشكيلي من ناحية إقتناء أعماله الفنية لعرضها في هذه المؤسسات كنوع من الدعاية للفنان التشكيلي كما أن وجود اعمال فنية لفنان محلي يعد بحد ذاته مفخرة لهذه المؤسسات. أضف إلى ذلك الدعم المادي من مؤسسات القطاع الخاص للفنان التشكيلي عن طريق إقامة المعارض التشكيلية او استضافتها في بعض الأماكن المهيأة للعرض بالاضافة إلى أن تقديم دعم مادي للفنان في حالة رغبته بالمشاركة في المحافل الدولية لعرض أعماله إعلامياً سيولد نوعا من التشجيع والتحفيز للفنان لبذل المزيد من العطاء كوّن أعماله الفنية قد تلاقي أصداء النجاح. ما من شك ان دور القطاع الخاص والعام هو الأهم في دعم الفنان بحيث يتم إلزام المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأخرى باقتناء الاعمال وترسيخ ثقافة الفن بين جدرانها، وأن يكون من شروط بناء فنادق سياحية أن تقتني اعمالا فنية عمانية على سبيل المثال؛ والهدف من ذلك التعريف بالفن العُماني وثقافته ومن ناحية اخرى الترويج للسلطنة والفنان التشكيلي العُماني.
هل الفن والإبداع يتولد من موهبة أو مع التعليم والتدريب ؟
ان الفن يولد من موهبة وتتطور مع التدريب والتثقيف والتعلم، فن الموهبة يتيح للإنسان التعبير عن نفسه ليترجم الأحاسيس والصراعات التي تتردد في ذاته وتعتبر المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية من الإبداع الذي هو مزيج من القابليات والاستعدادات الفطرية التي تولد مع الإنسان، بالإضافة إلى مجموعة من المهارات المكتسبة، وهو ما يؤكده عدد من الفنون وعليه فإن بالإمكان تعليم الإبداع والجوانب المهارية، فالإبداع حالة قابلة لتعلم وتدريب الإنسان عليها في ظلّ مجموعة من الشروط، ومع مرور الأيام يصبح الإنسان مبدعاً في أحد مجالات الحياة.
أخبرينا عن مشاريعك الفنية ؟
مشاركتي بالمسابقة العالمية ولقب أفضل فنانة تشكيلية عربية شابة في العالم لعام 2022 م عن فئة الفن الواقعي التي أتمنى الدعم لي فيها في التصويت ومساندتي للحصول على اللقب ورفع اسم عمان وأنا أطمح للمركز الأول ونسال الله التوفيق والتيسير.
ما هي توجهاتك للمستقبل ؟
ترسيخ الهوية العمانية، فأنا اقول دائما أن الفن هو رمز الحضارات، ومن خلال فني أحاول أن أبرز الفن العماني، ليصبح الفن العماني أيقونة عالمية يتحدث عنها الجميع، وليس فقط من خلال فنوننا، بل من خلال ثقافتنا وحضارتنا، ونحن نمتلك مخزونا عالميا من تلك الثقافات والفنون. وترتبط عاداتنا وتقاليدنا بالفنون، فالإنسان يمتلك مواهب مختزلة به في داخله يمارسها بشكل يومي، ومحاولة إبراز أهم ما يميز الثقافة من جماليات، من أزياء وفضيات والثقافة الإسلامية من النقوش والزخارف، والزخم الفني من خلال إبراز معالم وحضارات وغيرها لذا فالفن هو مرآة لتخليد ما تملكه السلطنة من تلك الحضارات.