صناعات حرفية
تصوير: هيثم الفارسي
يعد كحل العين جزءا من الموروث الثقافي والشعبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تختلف أساليب صناعته والمواد المستخدمة فيها، إلا أن طريقة صناعته التقليدية في سلطنة عُمان تكاد تكون الأغرب.
لقد عرف العُمانيون الكحل منذ أزمنة طويلة، ويعتبر كبد سمك القرش من المواد الأساسية التي تنتج كحل العين، إذ تذاب بالنار في قدر، ثم يصفى الزيت الناتج من بقايا الكبد، ثم تؤخذ قطعة من القطن وتفتل ثم تغمس في زيت كبد القرش وتشعل بها النار وتغطى فوراً بآنية فخارية مثل "الجحلة".
ونتيجة احتراق القطنة يتكون دخان أسود يسمى محلياً "دخانة الكحل" أو "دخانة الصلّ".
يكرر حرق القطن إلى أن يتراكم الدخان على سطح الآنية، ثم يكشط ويخلط مع الزبدة المستخرجة من حليب الأبقار، ويخلط معها الماء إلى أن تتماسك جميعها وتصبح لينة، ثم يجمع في كرات صغيرة تسمى محلياً "دبيبلات". وهذه الطريقة متبعة لدى نساء محافظات الوسطى وشمال الشرقية وجنوب الشرقية.
فوائد الكُحل العربيّ يُساعد على نمو الرموش وكثافتها التي تحمي العين من المؤثّرات الخارجية، وتزيد من جمال العيون. يقضي الإثمد على الجراثيم والميكروبات التي تدخل إلى العين؛ فيحافظ على سلامة العين والبصَر ويزيد من حدة النظر. يُستخدم للزينة وابراز جمال العيون، وقد استخدمته المرأة وخاصةً المرأة العربيّة منذ قديم العصور، وتغزَّل الشعراء بالعيون المُكحّلة، وفي وقتنا الحاضر الكُحل جزءٌ أساسيٌّ من المكياج اليوميّ.