وجهات سياحية
محطة مشرقة في جهود السلطنة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية
مشروع المدينة المستدامة – يتي:
المدينة المُستدامة - يتي هي مشروعٌ نوعيٌّ جديد جاء ثمرة تضافر الجهود والرؤى بين الشركة العمانية للتنمية السياحية (عُمران) وشركة دايموند للتطوير العقاري لتطوير مشروع عالمي المستوى ومتعدد الاستخدامات يعتمدُ أعلى معايير الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
تتميز المدينة بموقعٌ ساحليٌّ رائع على شريط ساحلي خلاب مطلّ على خليج عُمان، وهي تشكلُ أيقونةً معماريةً تجتمع فيها مقومات الريادة في مفاهيم الاستدامة مع جودة لا تُضاهى في أسلوب العيش والحياة، وضمن مجتمع متكامل على أرض سلطنة عُمان. صُمم هذا المشروع الفريد وفق رؤية تستهدفُ تحسين جودة حياة السكان والارتقاء بنمط معيشتهم، وتوفير كل ما يتوافق مع احتياجات الأجيال المقبلة ومتطلباتهم، من دون أي مساومة على مستويات الجودة وشمولية الخدمات. يدير هذا المشروع المُستحدث بعضٌ من أفضل قادة الفكر في العالم، ويقدم فرصاً واسعةً للتعلم وتطوير البحوث، ويتيحُ لسكانه أسبقية قيادة التغيير نحو تقليل البصمة الكربونية وبلوغ الأهداف المستقبلية.
قال صلاح حبيب؛ الرئيس التنفيذي لشركة دايموند ديفلوبرز: "تلتزم المدينة المستدامة - يتي بمفهوم العيش منخفض الكربون، والذي انطلق مع أول مدينة مستدامة قمنا بتطويرها في دبي عام 2015. وكنا حريصين في تصميم المشروع بمطابقته لأعلى معايير الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، ونطمح لأن يكون أول مجتمع حيادي الانبعاثات على مستوى العالم بحلول العام 2040. كما نسعى لـتلبيت إحتياجات وأنماط الحياة المختلفة، من خلال تقديم مجموعة واسعة من أماكن الإقامة."
تُعدُّ المدينة المستدامة - يتي أول مدينة تحقق صافي صفر الانبعثات في سلطنة عُمان، ذلك أنها تعتمدُ نُظُماً ومفاهيمَ جوهريةً تشتمل على استخدام الطاقة النظيفة، وإعادة تدوير المياه والنفايات، وإنتاج الغذاء، والتنقل النظيف، وجودة أفضل للهواء. وتوفر المدينة لسكانها مجتمعاً متكاملاً يتوافر فيه أفضل الخدمات ومقومات الحياة، وتتسم بروح جماعية يتشارك فيها سكانها الرغبة في قيادة التغيير نحو غدٍ أكثر إشراقاً. تتبنى المدينة المستدامة - يتي نموذجاً للمعيشة منخفضة الكربون ابتكرته واعتمدته أول مدينة مستدامة افتتحت في دبي العام 2015 .
وفي هذا السياق قال المهندس عبد الرحمن مدير عام، شركة التطوير و الاستثمار المستدام ش.م.ع.م "تسهم المدينة في دعم مستهدفات رؤية عمان 2040 والاستراتيجية الوطنية للسياحة، ويوفر هذا المشروع النوعيّ قيمة غنية لسلطنة عُمان على كافة المستويات، حيث إن 78.65% من المواد المستخدمة في تشييده هي محلية المصدر. من جهة أخرى، استفادت أكثر من 58 شركة صغيرة ومتوسطة من الأعمال المُنجزة في المدينة المستدامة – يتي، وقد ساهم المشروع لغاية الآن في توفير ما يزيد عن 1,800 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ضمن أعمال الإنشاء، وأكثر من 961,000 ساعة عمل خلال الربعين الأخيرين."
تمثل المدينة قيمة كبيرة لسلطنة عمان واقتصادها، وتحتوي على 300 فيلا و1225 وحدات الاستوديو والشقق، و132 شقة فندقية. ويضم المشروع مدرسة مستدامة ومعهداً ومختبر SEE ومركزاً للتوحد وفندقان وصالة للياقة البدنية ونادٍ للفروسية ومجمعاً رياضياً ومركزاً ثقافياً ومسجداً متوافقاً مع المعايير البيئية، ومجموعة من المرافق الأخرى. وتتبنى المدينة أحدث الحلول البيئية، بما في ذلك إنتاج الطاقة النظيفة وإعادة التدوير وتوفير مساحات مخصصة للزراعة العمودية والزراعة الحضرية.
وعند إتمام العمل عليها في عام 2025، سوف تتسع المدينة المستدامة -يتي لحوالي 10,000 مقيم وزائر، وستكون أكبر مجتمع مستدام من نوعه في العالم، وأول مجتمع خالٍ من الانبعاثات الكربونية في سلطنة عُمان بحلول العام 2040. وقد صممت المدينة المستدامة – يتي لتحقيق نتائج ملموسة قابلة للقياس عبر ركائز الاستدامة الثلاثة، البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ودعم تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات التي حددتها الأمم المتحدة لعام 2050.
الرحلة نحو صافي انبعاثات صفرية:
تتجه الحكومات والشركات في منطقة الشرق الأوسط إلى التركيز بشكل متزايد على الاستدامة. وانضمت سلطنة عمان إلى الركب العالمي عبر التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو ما يتطلب تكثيف العمل وضخ الاستثمارات اللازمة للوفاء بهذا الالتزام. وحددت السلطنة ست تقنيات رئيسية لإزالة الكربون في إطار سعيها لتحقيق مستهدفات "الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظم إلى الحياد الصفري" والتي أعلنت عنها مؤخراً.
وتغطي هذه التقنيات مجالات كفاءة الطاقة والموارد، والكهرباء والطاقة المتجددة، والبطاريات الكهربائية، والهيدروجين المستدام. ويعتمد نجاح السلطنة في هذا السياق على العديد من العوامل، بما في ذلك مدى وسرعة نضوج التقنيات لدعم قدرات تخزين الطاقة طويل الأمد على سبيل المثال. كما يتطلب أيضاً بناء بنية تحتية جديدة مثل شبكات شحن السيارات الكهربائية، وزيادة مستويات اعتماد وانتشار السيارات الكهربائية. ويمكن إحراز المزيد من التقدم في هذا المسار من خلال صياغة آليات فعالة، مثل تسعير الكربون، وسنّ تشريعات وسياسات لتحفيز التغيير المطلوب في السلوكيات.
ولا بدّ أن يقوم كلّ قطاع بدوره للمساهمة في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050. وبالنظر القطاع العقاري، يمكن أن يساهم تطبيق أفضل الممارسات المستدامة في تحقيق أهداف السلطنة، ويبدو بأننا على مشارف سنّ تشريعات ولوائح جديدة تفرض الالتزام بحدّ أدنى من المعايير الخضراء، إلى جانب فرض قوانين جديدة في مجالات البناء ومواد البناء المستدامة، وسلسلة إرشادات حول سبل التخلص من نفايات البناء.
وهنا تطرح على الطاولة مسألة التكلفة، وهناك أمثلة رائعة لمشاريع مستدامة أثبتت بأن الاستثمار في المواد المستدامة عالية المتانة لا يعني بالضرورة زيادة في التكلفة، بل إن الوفورات التي يمكن تحقيقها على المدى الطويل تقلل لحدّ بعيد التكاليف التشغيلية المستمرة.
وتعتبر المدينة المستدامة – يتي في مسقط من الأمثلة المشرقة في مجال البناء المستدام في السلطنة، فهذا المشروع الذي يجري العمل عليه حاليًا سيكون أكبر مجتمع مستدام في العالم بمجرد استكماله في العام 2025. ومن اللافت بأن هذا المشروع السكني الطموح قد وضع بالفعل خطة ليكون أول مجتمع خالٍ من الانبعاثات في سلطنة عمان بحلول العام 2040، ليساهم بدوره في الوفاء بالتزامات البلاد بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050.
ويجري تطوير هذا المشروع المتميز بالشراكة بين شركتي "دايموند للتطوير العقاري" والشركة العمانية للتنمية السياحية (مجموعة عمران). وقد بدأت ملامح هذه المدينة تتشكل مع استمرار عمليات البناء وفق الجدول المحدد. تتبنى المدينة المستدامة - يتي نموذجاً للمعيشة منخفضة الكربون ابتكرته واعتمدته أول مدينة مستدامة افتتحت في دبي قبل ثمانية أعوام، عبر التركيز على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة التي تساهم في الحد من البصمة الكربونية لمختلف مراحل تنفيذ المشروع، بدءاً من مرحلة التصميم ووصولاً إلى العمليات التنفيذية والإنشائية، وانتهاءً بنمط معيشة السكان من أجل تحقيق تغيير شامل يسمح بتبني نمط حياة مستدام.
ولربّما كانت المدينة المستدامة - يتي خير دليل على إمكانية تحقيق الاستدامة من دون فرض أية تكاليف إضافية على المطورين والسكان المقيمين، وهي في نفس الوقت تسهم في تحقيق قيمة غنية ضمن البلاد وتشجع على اعتماد الاقتصاد الدائري على نطاق أوسع. والمثير للإعجاب في هذا المشروع أنه يعطي الأولوية للجودة العالية والمواد عالية المتانة التي تتمتع بدورة حياة أطول، من أجل خفض تكاليف الصيانة والتبديل على المدى البعيد.
ومن المقرر أن يحتضن هذا المشروع الحيوي 10,000 مقيم، ويمتد على مساحة 89 فدّان تضم العديد من الفلل والشقق السكنية ومناطق البستنة، إلى جانب ساحة مركزية تحتوي على مركز تجاري ومدرسة وروضة أطفال، وفندقين، ومجمع رياضي، وعيادات طبية، ومركز للتوحد، ومتحف. صُممت منازل المدينة المستدامة – يتي لتكون عالية الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة، واستخدمت فيها مواد بناء صديقة للبيئة، واعتمدت أساليب البناء والتصاميم التي تواكب أهم أنظمة تصنيف المباني، بل وتتفوق عليها.
وتهدف المدينة المستدامة – يتي لتقليل بصمة الانبعاثات للفرد الواحد من سكانها بنسبة 75% كحدّ أدنى مقارنة بالمساكن وأنماط الحياة التقليدية في السلطنة، وهو ما سيتم من خلال خفض الانبعاثات الكربونية عبر العناصر الستة للاستدامة البيئية، والتي تتمثل في الطعام والطاقة والماء والمنتجات والتنقل والنفايات.
ويهدف هذا المشروع المتكامل لتوليد كامل الطاقة اللازمة لتشغيله، وبنسبة 100%، من مصادر متجددة (من الطاقة الشمسية والغاز الحيوي)، فضلًا عن إعادة تدوير المياه بنسبة 100%، وفرز النفايات بنسبة 100% لتفادي رميها في المكبّات، وكذلك سيحقق المشروع الاكتفاء الذاتي من الغذاء بنسبة 80%.
وتبدأ هذه الجهود من مرحلة البناء، حيث سيتم استخدام ألواح الخرسانة الجاهزة في الجدران للحدّ من كمية النفايات الناتجة عن أعمال البناء والتشييد، فضلًا عن استخدام مواد معاد تدويرها في مناطق الألعاب وغيرها من المرافق الخارجية. وبالعموم، سوف يستخدم المشروع منتجات من شأنها تقليل الآثار الضارة على البيئة، وكذلك على المستخدم النهائي.
وتهدف المدينة إلى خفض مؤشر استهلاك الطاقة لأقل بكثير من المتوسط، من خلال استخدام استراتيجية التصميم السلبي، وتقنيات تبريد وإضاءة وأجهزة عالية الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة. وبمجرد بدء العمليات الاعتيادية، من المتوقع أن يصل استهلاك الطاقة التشغيلية إلى حوالي 55 مليون كيلوواط/ ساعة (55 ألف ميغا واط/ساعة) في العام. وسيتم تعويض هذه الانبعاثات باستخدام نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية والغاز الحيوي، الذي يتم إنتاجه من خلال تحويل النفايات العضوية إلى طاقة.
وبالنظر إلى أهمية موضوع تحسين استخدام المياه في منطقة الشرق الأوسط، التي تمتد على مساحات صحراوية واسعة، يركز المشروع على استخدام أجهزة عالية الكفاءة من حيث استهلاك المياه، بحيث ينخفض الاستهلاك بنسبة %40 بالمقارنة مع المنازل التقليدية. ويهدف المشروع لرفع الوعي بين أبناء المجتمع لتحقيق كفاءة أكبر في الاستهلاك، وكذلك لاستخراج المياه من الجو لإنتاج مياه الشرب الخاصة بالمدينة.
وفضلًا عن ذلك، سيتم تركيب أنظمة ريّ ذكية لترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد من المياه، بحيث يمكن إعادة تدوير وإعادة استخدام 100% من المياه المخصصة لريّ المناظر الطبيعية. وبالنسبة للنباتات المزروعة في المساحات الخضراء في المدينة، فستكون من النباتات المحلية المقاومة للحرارة والجفاف، والتي تستهلك كميات أقل من المياه وتتطلب عناية أقل. وبذلك فإن المدينة المستدامة – يتي سوف تساهم في إحياء التراث الطبيعي للمنطقة، إلى جانب الحفاظ على الطبيعة.
وتتميز المدينة المستدامة - يتي بتصميم عمراني فريد تحيط به المساحات الخضراء من كل صوب، مما يساهم في تحسين المناخ وخفض درجات الحرارة المحيطة وتحسين جودة الهواء. من جهة ثانية، سيتم التركيز على سهولة الحركة عبر استخدام الدراجات الهوائية أو المشي ووسائل النقل الكهربائية للحدّ من تلوث الهواء الناجم عن المواصلات. كما تساهم الممرات المظللة والأرصفة المسامية المفرّغة في تقليل مساحات الجُزر الحرارية، فيما تعمل ممرات الرياح على تحسين مستويات الراحة الحرارية.
ومن ناحية الغذاء، تركز المدينة المستدامة – يتي بشكل كبير على تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث وضعت هدفاً طموحًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 80% من الكربوهيدرات والبروتين والدهون، وذلك من خلال تشجيع الممارسات الزراعية المبتكرة. وتحتوي المدينة على مزرعة تمثل محورها. وتتوفر تقنيات الزراعة العمودية في البيوت من أجل توفير بيئة مواتية لنمو الخضار الورقية الصغيرة والأعشاب والكروم والزهور الصالحة للأكل. وبالنسبة للأشجار المثمرة، ستتم زراعة أشجار فاكهة مثل أشجار نخيل التمر وجوز الهند والمانجو في المدينة.
وليس هذا كلّ شيء، ستضم المدينة المستدامة – يتي سبع قبب بيولوجية، تحتوي على وحدات زراعية يتم التحكم بحرارتها، تعمل بالطاقة الشمسية ولا تحتاج للتربة. تتيح هذه القبب مساحة زراعية إجمالية تبلغ حوالي 1800 متر مربع. كما سيتم توفير مساحات زراعية خاصة للمقيمين لتشجيعهم على ممارسة الزراعة.
ولربما كان أكثر ما يميز هذا المشروع هو اتباع نهج مختلف فيما يتعلق بالمواصلات، مع تخصيص أماكن خالية من السيارات لتشجيع المشي، ونشر أسطول من العربات الكهربائية والدراجات الكهربائية التي يمكن مشاركتها بين المقيمين.. وفضلًا عن ذلك، ستتيح مسارات المشي والدراجات الهوائية مساحة مريحة للسكان مع تشجيعهم على التنقل الصحي في أرجاء المدينة.
ولم يُغفل هذا المشروع الرائد موضوع النفايات، إذ تهدف المدينة المستدامة -يتي لتحويل 100% من نفاياتها عن المكبات من خلال تشجيع فرز النفايات من المصدر في المنازل. ستتم عمليات الفرز وتجميع النفايات ضمن المدينة، بما في ذلك النفايات المنزلية وفضلات الطعام والنفايات الإلكترونية، والنفايات الأخرى مثل المواد الكبيرة الحجم.